ان المراحل التاريخية للفنون مرت بمختلف الحضارات عبر الزمن، حيث ان لكل حضارة بصمتها الخاصة في الفن سواء كان على صعيد الفن التشكيلي او الفن التجريدي او غيرها من الفنون التي خلفت وراءها مجموعة كبيرة من التراث و الأعمال الفنية الفريدة.
(1910-1890) هذه الفترة الزمنية تندرج تحت مسمى الفن الحديث الذي تأسس في القرن التاسع عشر وحتى الستينات من القرن الماضي، ليحمل بين طياته العديد من المدارس الفنية المختلفة مثل الانطباعية، و الوحشية، والسريالية، وغيرها من المدارس التي تنوعت فيها الأساليب المختلفة و بنيت على أساسات الحضارات القديمة لتنطلق نحو فن يتميز بالحرية، و القدرة على كسر قيود الواقع.
وخلال هذه الفترة تحديداً بين عام (1890-1910)
ظهرت العديد من اللوحات الفنية التي اثرت المحتوى الفني و أبرزت صورة الفن الحديث للعالم حيث كانت المدرسة الانطباعية تتصدر قائمة الفن الحديث وتأسست عندما قرر الرسام حمل مرسمه و توجه إلى الطبيعة، لنقل كافة المجالات الحسية المحيطة به وتجسيدها على لوحته.
بحيث ظهرت في تلك الفترة اهم اللوحات الانطباعية مثل لوحة ليلة النجوم و لوحة شجرة اللوز تتفتح للفنان فان غوخ تلك اللوحات رسمها فان غوخ في عام 1890 وكانت افضل مثال على المدرسة الانطباعية و توسعت شهرتها حتى وقتنا الحاضر.
ولعل لوحة الصرخة من ابرز اللوحات التي عبرت عن المدرسة التعبيرية وأثرت الفن الحديث، تلك اللوحة التي رسمها ادفارت مونك في عام 1893 وعبر من خلالها عن تصوير إحساس غريب لشخص يقف على الجسر صارخاً تحت سماء حمراء ويحيط به بحر مسود غاضب، ليجسد من خلالها كل معاني الخوف والفزع، تعتبر هذه اللوحة ثاني اشهر لوحة بعد الموناليزا.
ولعل فن (الارت نوفو) كان من اكثر الفنون المعمارية و التطبيقية التي ازدهرت في تلك الفترة، بحيث انه اسلوب عالمي مستوحى من الاشكال و الهياكل الطبيعية، مثل النباتات و الزهور، فقد استخدمه العديد من الفنانين و المهندسين في تصميم اعمالهم و استخراخ تحف فينة فريدة.
تلك الفترة كانت تشكل نقطة إنطلاق للفن الحديث و الإبتعاد عن الشكل التقليدي للرسم و غيرها من الفنون التي كانت تستمد أفكارها من الدين و المعتقدات الرائجة في العصور القديمة، و تجسيدا لفكرة الانطباعية و السيريالية و غيرها من الفنون التي برزت بشكل واضح في هذا العصر وامتد أثرها الى وقتنا الحاضر.