تخيل نفسك تتجول في احد طرقات اثينا القديمة كأنك إنتقلت عبر الزمن إلى تلك المدينة الساحرة، تتجول فيها و ترى عجائب تصوير العلوم و الفلسفة في كل تفاصيلها بدايةً من العمارة و الفنون التي تتجسد في البيوت و الأعمدة و المنحوتات الحجرية انتقالاً الى حلقات الفلسفة والعلوم التي كانت تجمع أكبر الفلاسفة في العصر القديم مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو حيث تراهم منغمسين في بالبحث عن تفاصيل خرائط النجوم، والفلك بين لفائف اوراقهم التي تحمل كلماتهم الفلسفية تحت قبة معمارية يتخلل منها ضوء القمر.
اما بالنسبة الى الفنون فقد كانت موجودة في كل تفاصيل المدن اليونانية القديمة، و كان لهذا الإهتمام أثر كبير في ازدهار فنون العمارة و نحت بحيث ان تاريخ الفن التشكيلي في اليونان يعود إلى العصور الكلاسيكية القديمة إلى ثقافة "مينوا" في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
يعتبر الفن التشكيلي أحد فروع الفن الذي ازدهر في اليونان وأنتج من خلاله مبدعوها مجموعة واسعة من اللوحات الجدارية والمنحوتات الحجرية والفخارية.
كانت الأسباب التي أدت إلى نشأة الفن اليوناني هي الرغبة في تصوير الأجسام وتزيينها، والنزعة البشرية في الديانة اليونانية، و بسبب ارتقاء المعتقدات اليونانية البدائية التي تتمثل بالتضحية بالنفس البشرية ليرتقو الى مرحلة تقديس، واستبدالها بالتماثيل المنحوتة أو الصور.
ولعل فن الرسم والنحت كان هو الوسيلة المثلى واخذ حيز الاهتمام في العصر اليوناني القديم، فيتمثل في بعض الأشكال الشائعة للرسم في اليونان القديمة كانت اللوحات و لوحات جدارية ، لوحات المرسومة كانت تتم على لوحات الخشب (لوحات) في إنكوستيك (الشمع) أو تمبرا، كان هناك الكثير من اللوحات التصويرية، على الرغم من أن القليل منها نجا إلى العصر الحديث.
استطاع اليونانيون القدماء تجسيد لوحاتهم على الجدران واستخدام ادوات الجص وتشكيل اللوحات الجصية وكانت تعكس تصورات اليونانيين القدماء و معتقداتهم الدينية، وقد استخدمت اللوحات الجدارية في المباني، و لتزيين القبور، لكن لسوء الحظ ان جميع الأعمال الفنية الأصلية للعصور اليونانية القديمة ضاعت باستثناء الفخار، لذا فإن معرفة العالم الحديث عن اليونان القديمة سطحية ومجهولة بالنسبة لهوية الرسامين.
ولعل أشهر لوحة اكتشفت عن العصر اليوناني تعود للفن الحديث و تدعى " كاندالا" التي رسمت عام 1872 من قبل الفنان اليونانى نيكيفوروس ليتراس.
تعتبر هذه اللوحة من اللوحات المشهورة لانها تعكس روح احتفالات رأس السنة و عيد الميلاد المجيد، بحيث تجسد اللوحة أن تحت الضوء البراق اللامع للقمر يلعب خمسة أطفال من بلدان مختلفة يقومون بالعزف على آلات الموسيقية اليونانية الكلاسيكية ويغنون أغاني عيد الميلاد الشهيرة فى فناء منزل.
تلك اللوحة تعبر عن فن الرسم في اليونان لكنها لا تعبر عن اليونان في العصور القديمة وذلك بسبب اندثار الحضارة اليونانية القديمة و ضياع ثروتها الفنية، ولكنها بشكل او بآخر تعبر عن اليونان و نهوض الفن فيها و قدرة الفنانين على احياء تراثها.
173 مشاهدة
