لنفرض وجود مريض يعاني من مرض مزمن لا علاج له, ويعاني من الام قاتلة, يقرر الطبيب اعطائه المورفين بهدف تخفيف الالم, مع علمه بأن المورفين من المرجح ان يقتل المريض بشكل اسرع. المريض سيموت في جميع الاحوال ولكن المورفين هدفه هنا هو تخفيف الالم حتى لو كان تأثيره على حياة المريض كبيرا.
يسمى هذا التأثير بالتأثير المزدوج في علم الاخلاقيات او الفلسفة الاخلاقية, حيث تلعب نية الانسان دورا كبيرا في تصنيف افعاله من خير الى شر, فاذا ينص مبدأ التأثير المزدوج على انه ان قمت بعمل خير ولكن له أثار جانبية سلبية فهذا ليس شرا, لان النية هي تحقيق الخير الناتج من العمل وليس تحقيق الجوانب السلبية منه, حتى لو كان لديك علم مسبق بالاثار الجانبية السلبية.
يستخدم هذا التأثير كثيرا في الطب لتبرير اعطاء المريض كميات كافية من المورفين بهدف اراحته وتسكين المه بالرغم من علمهم المسبق ان المورفين سيسرع من الموت.
اذا كان الهدف من اعطاء المورفين هو قتل المريض فهنا لا ينطبق التاثير المزدوج. ينطبق فقط في حالة نية عمل الخير او مساعدة الاخر.
ولكن حتى في التأثير المزدوج فعلينا ان نتحمل نتيجة افعالنا الاخلاقية, حتى لو كانت نوايانا خيرا.
يعتقد بعض الناس ان النوايا الحسنة غير مهمة اذا كانت الاثار الجانبية السلبية معروفة, وان هذا النوع من الاخلاقيات لا يجب الاعتماد عليه لان الافعال اما ان تكون خيرا او شرا بيضاء او سوداء فقط, لا رمادية. على الرغم من هذه الظنون, بعض الانظمة القانونية تأخذ بعين الاعتبار نية الطبيب عند اعطاءه للمورفين مثلا لتحديد ما اذا كان قد ارتكب جريمة قتل في حال موت المريض.
يعتقد بعض الفلاسفة, ومنهم أنا, ان الموت ليس شيئا سيئا في حالة المرض المزمن, فالمريض يعاني ويصارع المرض اثناء حياته, والموت يعتبر في حالته فسحة ارتياح, فالمورفين هنا ضروري لان الاولى اراحة المريض سواء بالدواء او القتل الرحيم, لذلك فان مبدأ التأثير المزودج غير مهم هنا.
(1)أول من تحدث بالتأثير المزدوج هو الفيسلوف الايطالي توماس اكويناس Thomas Aquinas في طروحاته عن القتل دفاعا عن النفس بكونه مسموحا بسبب التأثير المزدوج, قائلا بان الفعل المتعمد يكون فعلا واحدا, اما الفعل الثاني فهو غير مسبوق بنية, كالقتل دفاعا عن النفس, فالغاية هنا هي حماية النفس من الموت والدفاع عنها, ولكن التأثير الجانبي هو موت المعتدي نتيجة قتلك له دفاعا عن نفسك, وهو امر مقبول اخلاقيا باعتقاده واعتقادي.
(2)تتعدد الامثلة على التأثير المزدوج كالدفاع عن الاجهاض بكونه قرارا للام وحدها وحماية لجسدها وحياتها مقابل قتل جنين, او التفجيرات الارهابية لقتل الاعداء والتي يموت فيها المدنيين كأثار جانبية, او كما ذكرت القتل الرحيم بكونه يهدف الى ازالة اوجاع المريض الى الابد ولكن في المقابل فهو يتم بقتل المريض. ولكنني شخصيا اقف بصف الفلاسفة المدافعين عن هذا التاثير وايجابيته الاخلاقية الفائقة لاثاره السلبية.
BBC - Ethics - Euthanasia: The doctrine of double effectDoctrine of Double Effect (Stanford Encyclopedia of Philosophy)