نعم، بعض الصعقات الكهربائية قد لا تظهر أعراضاً على جسم الإنسان المصاب، ولكنها قد تحدث أضراراً داخلية دائمة في الجسم، وذلك غير الأضرار الدائمة التي ممكن أن تحدث على المنطقة المصابة بالحرق الكهربائي، لا يمكن حساب كمية الضرر المتسبب من الصعقة الكهربائية على المصلب، وذلك بسبب عدم معرفة طريقة عمل التيار في الجسم، والتنبؤ بالطريق الذي سوف يسلكه، ومعرفة تأثيرها على الأنسجة التي يمر بها.
الأضرار الدائمة بالعادة تحدث عند تعرض الشخص لتيار ذو فولتية عالية، هذا التيار يؤثر بشكل مباشر على جميع أنسجة الجسم، وبشكل خاص على الأعصاب، حيث من الممكن أن يصاب الشخص بشلل كامل ودائم في الجسم، وقد تتلف الأعصاب في مناطق معينة مثل المثانة، حيث يسبب هذا التلف احتباس البول وقد يؤدي إلى شلل كامل في عضلات المثاني بحيث سيحتاج المريض أن يقوم بإدخال القسطرة البولية في حال أراد التبول، وقد يسبب ضرراً للأعصاب الطرفية التي تغذي منطقة معينة من الجسم، مثل الذراع، فيحدث شللاً دائماً في عضلات الذارع المصابة، وقد يحدث تأثيرات أخرى حسب مكان الإصابة.
القلب هو أخطر عضو يمكن أن يتأثر بالصعقة الكهربائية، غالباً ما يتم تتبع تأثير الصعقة على القلب بشكل رئيسي من قبل الطبيب المسؤول، بحيث بمجرد وصول المصاب إلى قسم الطوارئ، يتم التأكد من نبضات القلب ويتم القيام بتخطيط القلب الكهربائي، لأن كهربائية القلب هي أول ما تتأثر من الصعقة الكهربائية، الضرر الناتج من الصعقة على القلب قد يؤدي إلى أضرار دائمة في القلب، وذلك يحدث خصوصاً في حالة احْتِشاءُ عَضَلِة القَلْبِ الحادّ التي من الممكن أن تحدث بسبب الصعقة، لتسبب الضرر الدائم في عضلة القلب.
الآثار الدائمة الأخرى قد تشمل أعراض دائمة على الجسم مثل ألم العضلات وعدم الراحة، والتعب، والصداع، ومشاكل في التوصيل العصبي والإحساس، وعدم القدرة على التوازن الصحيح والتنسيق بين الأطراف. الصعقة الكهربائية قد تؤدي إلى أعراض خفيفة أو شديدة في كامل الجسم ومن الممكن أن تسبب آلاماً دائمة.
بالنسبة للدماغ، فمن الممكن أن تحدث أضرار دائمة فيه قد تسبب الصداع المستمر أو النصفي، وقد تسبب مشاكل في التفكير، أو فقدان الذاكرة، وقد تؤدي إلى تطور النوبات المختلفة والمتكررة، وقد تؤثر على الوظيفة المعرفية أو العصبية مما يؤثر على سرعة العمليات العقلية، الانتباه والتركيز والذاكرة، وغيرها من النشاطات العقلية. وأيضاً قد يؤثر على الحالة النفسية للمريض، وكأي حادث ممكن أن يسبب كَرْبٌ تالٍ للرَّضْح أو بما يسمى بــ ـPTSD وقد يسبب أمراض نفسية أخرى قد تكون دائمة.
بسبب وجود هذه الأمراض الدائمة، قد يحتاج المريض إلى عناية طوال حياته، وقد لا يستطيع العودة إلى حياته الطبيعية بعد تأثير الصعقة الكهربائية، ولذلك محاولة تتبع أعراض المريض والتنبؤ بالأخطار الدائمة التي من الممكن أن تحدث، ومحاولة علاجها قبل أن تصبح دائمة، هي مهمتنا الرئيسية كأطباء ولذلك، الوقت الذي يحتاجه المريض ليصل إلى المستشفى قد يكون أكبر عامل مساعد على تجنب حدوث مثل هذه الأضرار الدائمة، والعوامل الأخرى المساعدة تشمل تقديم الدعم المعنوي والعاطفي من الناس والأهل والطبيب النفسي، وتقديم الرعاية الصحيحة بعد علاج آثار الصعقة عليه، وبذلك، نقلل من فرص حدوث أضرار أخرى ونقلل من خطورة الأضرار الدائمة على المصاب.
للمزيد من المعلومات عن:
يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.
المصادر المرجعية: