نعم، فإنكار أصلٍ من أصول الإيمان في الدين الإسلامي كُفر.
قال الله تعالى: { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإسماعيل وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } [البقرة:136].
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النساء:136].
والإيمان بهذه الكتب السماوية يكون من خلال التصديق بأنها كلام الله تعالى هو من أنزلها على الرسل إلى عِبَادِهِ، وإلتزام أحكامها كان واجبًا على الأمم التي أنزلت إليهم هذه الكتب.
فإنكار تلك الكتب فيه تكذيب للقرآن الكريم الذي أخبر بقصص الأنبياء السابقين وما حدث معهم ومع أقوامهم والكتب التي أُنزِلَت على تلك الأقوام وإيمانهم بكتبهم أو كفرهم بها، كلها أخبر بها القرآن فكيف يمكن تكذيبها!
ليس هذا فحسب أيضًا التصديق بنزول الكتب السماوية من أركان الإيمان، وعندنا من أنكر أصلًا من أصول الإيمان فقد كفر.
ولأننا نؤمن بما جاء في القرآن الكريم كامًلا ونثبت جميع ما اثبته من إيمانٍ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، نؤمن أيضًا أنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء والمرسلين جاء ليُتمم رسالة التوحيد للأنبياء السابقين وينسخ الشرائع السابقة ويُقرّ الشرائع الجديدة التي تناسب العالم بأسرِه؛ فالكتب السابقة نزلت بشرائعٍ تتوافق مع طبائع أممها وكون القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية فقد جاء بشرائع تتناسب مع جميع الفئات والطبائع ولتعالج أحكامه مشاكل العصر الحديث بل والعصور القادمة، وتُنظم علاقة العبد بربّه جلّ وعلا، وعلاقته بأخيه المسلم، وبغير المسلم، وحتى علاقته بالحيوانات والجمادات فهي شريعة شاملة متوازنة للناس أجمعين.