نعم يغفر الله له إذا تاب منه فليس هناك ذنب لا يغفره الله لعبده إذا تاب منه وأخلص في توبته.
قال الله تعالى في سورة الزمر (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53).
فهذه الآية نزلت في التائبين فالله يغفر الذنوب جميعاً ولم يستثن تعالى ذنباً من الذنوب.
قال الطبري في تفسيره في بيان سبب نزول الآية (عني بها قوم من أهل الشرك، قالوا لما دعوا إلى الإيمان بالله: كيف نؤمن وقد أشركنا وزنينا، وقتلنا النفس التي حرّم الله، والله يعد فاعل ذلك النار، فما ينفعنا مع ما قد سلف منا الإيمان، فنـزلت هذه الآية.)
وخيار الصحابة كانوا قبل إسلامهم مشركين محاربين للإسلام كعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، ثو تابوا من شركهم وأسلموا وأصلحوا وصاروا من سادات الصحابة وخيارهم.
أما قوله تعالى في سورة النساء: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48).
فهذه الآية إنما يقصد بها من لم يتب من معصيته، فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الشرك لا يغفره الله ومن مات مشركاً فإنه خالد مخلد في النار، أما من مات مسلماً ولكنه لم يتب من كبيرة من الكبائر فإنه تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عاقبة عليه.
أما سؤالك كيف يقوي هذا التائب من الشرك إيمانه فعليه بأمور:
1. الحرص على الازدياد من الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام وقراءة القرآن.
كما قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2).
2. الحرص على تجنب المعاصي، فالمعصية لها ظلمة في القلب وسواد في الوجه وضعف في الإيمان.
3. الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير والطاعة وتنهاك عن المعصية.
4. كثرة ذكر الله والدار الآخرة.
5. كثرة تذكر الموت والاستعداد لتلك اللحظة.
والله أعلم