عدم إسباغ الوضوء له حالتان :
الأولى : ألا تسبغ الوضوء بمعنى ألا تتم فرضه ، بحيث لا يصل الماء إلى جميع العضو الذي من المفروض أن يصله الماء ، فكل عضو من أعضاء الوضوء له حد ينبغي ان يصله الماء فمثلاً : اليدين يجب غسلهما من أطراف الأصابع إلى المرفق ، فإذا لم يسبغ الوضوء بحيث وصل الماء أقل من المرفق كوصوله إلى نصف الساعد مثلاً ففي هذه الحال يكون الوضوء باطلاً .
ومثله : غسل القدمين، فالقدم يجب غسلها بحيث يعم الماء جميع القدم حتى الكعبين ، فإذا لم يبلغ الماء هذا الحد كان الوضوء باطلاً ، خاصة منطقة العقب يعني أسفل القدم التي تباشر الأرض ، كثيراً ما يغفل الناس عنها ، ولما توضأ بعض الصحابة مرة على عجل ورأى النبي أعقاب بعضهم لم يصلها الماء ناداهم " ويل للأعقاب من النار " ، يعني ترككم إسباغ الوضوء بحيث لا يعم الوضوء موضع الفرض سبب في بطلان الوضوء واستحقاق العذاب .
ولما رأى النبي رجلاً وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء قال له " ارجع فأحسن وضوءك " .
الثانية : ألا تسبغ الوضوء بمعنى ألا تأتي بسننه ، وهو الإسباغ المسنون ، ومثاله : غسل الأعضاء ثلاث مرات ، والمبالغة في المضمضمة والاستنشاق ، وتخليل أصابع اليدين والقدمين ، ومجاوزة حد الفرض عند بعض العلماء ، فكل هذا من إسباغ الوضوء المسنون فمن لم يأت به فوضوءه صحيح ولكن فاته أجر السنة .
فالخلاصة أن الإسباغ منه ما هو فرض ومنه ما هو سنة ، فمن ترك الإسباغ الواجب فوضوءه باطل غير صحيح ، ومن ترك الإسباغ المسنون فوضوءه صحيح إن شاء الله .
والله أعلم