يقول الرجل الذي اكتشف فيتامين سي، الهنغاري ألبرت جورجي Albert Georgyi والحائز على جائزة نوبل للسلام: “
Discovery consists of seeing what everybody has seen and thinking what nobody has thought. الاكتشاف يتكون من ملاحظة كل ما رآه الآخرين، والتفكير فيما لم يفكر به أحد.
فالإبداع مهارة مكتسبة وليست هِبة. يقول الكاتب الأمريكي فرانك بوم: " إن فعلت ما تفعله دائماً، ستحصل على ما حصلت عليه دائماً". فالفكرة هنا أن الإبداع بإمكاننا أن نأويه في أدمغتنا إن فكرنا بطريقة مختلفة عن الآخرين، يستطيع أي شخص على وجه الأرض أن يكون مبدعاً من خلال التفكير الخلّاق الجديد المميز المنفرد والممارسة والبحث عن شيء لا يعرفه الآخرون، وحل المشاكل بطرق مبتكرة وإشباع الحاجات التي بحاجة إلى إشباع.
مفتاح الإبداع هو امتلاك منظور جديد، النظر إلى الأمور بصورة فريدة بحتة لم تخطر على بال شخص غيرك. قد يتمثل الإبداع بالقول الشهير لأفلاطون والذي نتداوله كثيراً متى ما قمنا باختراع شيء أو حيلة جديدة. " الحاجة أم الاختراع ". بمعنى أن الإبداع غالباً ما يتولد عند الاضطرار إليه، ولكن طبعاً ليس دائماً.
يوجد الإبداع بسبب وجود المشاكل، أو بسبب الحاجة إلى الإبداع. ولم توجد المشاكل أو الحاجات قبل وجود الإنسان، لهذا من البديهي أن الإبداع مُكتسب. يحتاج الإبداع طاقة، تركيز، جهد، مادة، تكريس كامل للذات. وسيتحول الأمر من محاولة حل مشكلة إلى هوس بها وبالتالي فكرة إبداعية أو منتج إبداعي أو حل إبداعي.
من محفزات الإبداع الكبيرة: القراءة. اقرأ كثيراً، عرّض نفسك لأكبر كم من المعلومات حتى لو كانت معلومات في مجالات لا تروق لك، المعلومات مفيدة دائماً مهما كان نوعها، اقرأ جميع أنواع الكتب والمجلات. استنبط المعلومات من كافة مصادرها، الفيديوهات، الوثائقيات، السينما، الفلسفة، وحتى الملاحظة البحتة للناس والأشياء والكون من حولك. كل شيء في العالم هو مصدر لمعلومة ما.
كمثال شخصي، اكتشفت قبل مدة ليست بطويلة موهبتي في الطهي، في عز الكورونا والملل، والحاجة إلى ممارسة شيء جديد واكتساب مهارة جديدة، جربت طهي الحلويات الغربية والمخبوزات ووجدت أنني مبدعة فيها. لا يكمن السبب في كون أمي طاهية بارعة ورّثتني موهبتها، بل في ملاحظتي الدائمة لأساليب الطهي، لأمي والإنترنت، دائماً ما كنت أقضي أوقات فراغي أتابع فيديوهات الطهي وطُهاة مشهورون حتى أنني بنيت بعض الخلفية المعلوماتية عن أساسيات الطهي وكيميائه، وحين طبقتها على أرض الواقع وجدت أنني مبدعة به. ومع ممارستي المستمرة له إلى هذا اليوم، يزداد إتقاني له وتزداد شجاعتي في تجربة أصناف جديدة. أميل في الطهي إلى الطعام غير المألوف وغير الشائع في محيطي العربي. وأحبه جداً.
بالتالي الإبداع ليس حكراً على أشخاص معينين بل هو متوفر ووارد الحدوث مع أي شخص إن كرس نفسه وفكر بطريقة مبتكرة.