هذا السؤال بالرغم من بساطة كلماته إلا أنه من الأسئلة المهمة والكبيرة وسأبدأ إجابتي في توضيح الموهبة أولاً.
الموهبة
هي الهِبة والسر الإلهي الذي أودعه الله في كل شخص فينا، أي أنها فطرية تولد مع الإنسان ومن رأي أنها الهدية التي قد يكون فيها هدانا وهدايتنا.
وأقرب مثال يصف الموهبة هي قصة شجرة البامبو؛ فهذه الشجرة الرائعة لا تنمو إلا بعد مرور أربع سنوات من سقايتها ورعايتها، وفي السنة التي تليها أي في السنة الخامسة تنمو بشكل سريع جداً. وهكذا هي الموهبة تماماً فهي بحاجة إلى أن تسافر إليها إلى أعماق أعماقك، وقد تتطلب منك مشواراً طويلاً والكثير من الممارسات في الحياة لكي تظهر للعلن وتجني ثمار موهبتك.
وأنا أقول أن الموهبة لا تنضبط ولا تنتهي إنما تزداد وتكبر وتصبح أفضل وأفضل، ولا يحدث ذلك إلا بالجد والاجتهاد والمثابرة والتطوير الدائم لهذه الموهبة.
والجدير بالذكر أن الموهبة تكون محدودة حيث توجد على الأقل موهبة واحدة في الشخص ولكنها في الغالب تكون دفينة وتحتاج أن يكتشفها الشخص ليطورها بالشكل الصحيح، لذلك فإن الشخص الموهوب يكون إنساناً مميزاً بهذه الموهبة. والأمثلة كثيرة في هذا مثلاً موهبة تقليد الأصوات، وموهبة الرسم وموهبة حساب الأعداد والعمليات الحسابية المعقدة ذهنياً من دون آلة حاسبة.
وهناك كتاب لطيف بعنوان الموهبة لا تكفي أبداً لجون سي- ماكسويل.
يحوي الكتاب كثير من الروائع ولكن من المقتطفات الجميلة التي استوقفتني فيما يخص الموهبة والتي تلخص كل شيء حولها،
1. الثقة ترتقي بموهبتك
2. الشغف يحفز موهبتك
3. المبادرة تنشط موهبتلك
4. التركيز يوجه موهبتك
5. الاستعداد يضع موهبتك في الموضع الملائم
6. التدريب يشحذ موهبتك
7. المثابرة تحافظ على موهبتك
8. الشجاعة تمتحن موهبتك
9. القابلية للتعلم توسع موهبتك
10. الشخصية تصون موهبتك
11. العلاقات تؤثر على موهبتك
12. المسئولية تقوي موهبتك
13. العمل الجماعي يضاعف موهبتك. "
المهارة
وهي السلوك المكتسب الذي يتعلمه الفرد ويمارسه ويطبقه، مثلاً الدورات التدريبية المتنوعة التي يأخذها الشخص لتنمية مهارة معينة في مجال محدد. كدورة تعليم الخياطة بعد الدورة والتدريب عليها يصبح الشخص ماهر في الخياطة، وهكذا في أي مجال تريد أن تكتسب خبرة ومعرفة فيه.
ولا بد أن يتوافر شرطان أساسيان في هذا السلوك المتعلم والمكتسب:
- أن يكون موجّه لتحقيق هدف أو غاية معينة.
- أن يكون منظماً بحيث يساعد في تحقيق هذا الهدف في أقصر وقت ممكن.والجميل في المهارات أنها متنوعة لا تقتصر على المهارات الأكاديمية أو الحرفية كمهارة الكتابة ومهارة في حرفة معينة كصناعة الخزف، بل قد تكون هناك مهارات عقلية كمهارة التفكير، أو مهارات بدنية كمهارة اللياقة. ومهارات اجتماعية كمهارة القيادية والتكيف مع البيئات المختلفة، لذا فإن الفرد نفسه يستطيع أن يكتسب العديد من المهارات المختلفة بكل بساطة وفي أي وقت وبيئة.
القدرات
هي مجموعة المواهب التي اكتشفها والمهارات التي اكتسبها الفرد من البيئة المحيطة به مجتمعة معاً فيه ليكون متمكناً من إنجاز مهمة معينة. بالإضافة إلى أن القدرة لا تظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى.
مثل القدرة على التحليل، والتركيب والمقارنة وغيرها، والكثير من القدرات الإبداعية والعقلية المختلفة.
وباعتقادي أن الفروقات بين المواهب والمهارات والقدرات واضحة تماماً ولا سبيل للخلط فيما بينها، والشخص نفسه هو القادر على أن يحدد ما يتصف به من هؤلاء وقد يجمع بينها ليكون شخصاً موهوباً وذو مهارة وقدرة عالية وهذا هو مفتاح النجاح والإبداع الحقيقي.