هل يصح ما يذكر عن تكرار قراءة سورة معينة بعدد معينة لتحقيق حاجة وهدف معين

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٢٥ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لم يرد في الكتاب أو السنة دليلًا يقضي بقراءة سور معينة، بعدد معين، أو زمان معين، لغرض معين، وبالتالي، فلا يسوغ للمسلم أن يشرع ما لم ينص الله تعالى عليه، أو أقره النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته، في قول، أو فعل، أو تقرير.

وقراءة القرآن لها أجر عظيم، ولها أثر عظيم في تحقيق السعادة والخير والتوفيق واستجابة دعاء المؤمن، فحريّ بالمؤمن أن يتخذ كتاب الله تعالى عمومًا لقضاء الحاجة وتيسير الأمور، فالقرآن الكريم عمومًا كله فيه شفاء ودواء، وإن كان قد ورد في بعض السور أو الآيات التي لها خاصية معينة، مثل (سورة البقرة) وفضلها العظيم في طرد الشياطين وإبعادهم وإبطال أعمال السحر، وحماية المؤمن من ذلك.

(وآية الكرسي)، وفضلها أيضًا في إبعاد الشياطين وطردهم، كما تعد أفضل آية في القرآن الكريم، لما روي عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سورةُ البقرةِ فيها آيةٌ سيِّدةُ آيِ القرآنِ لا تُقرأُ في بيتٍ وفيه شيطانٌ إلَّا خرج منه: آيةُ الكُرسيِّ" [المنذري، الترغيب والترهيب، 2/314)، وغيرها من السور، والتي ورد في فضلها نص من الكتاب أو الحديث.

وغير ذلك من العبادات التي لم يشرعها الشارع، بعدم شرعها في كتابه العزيز، أو عدم نص النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها، لا يجوز للمؤمن ابتداعها، لأن مبدأ العبادات في الإسلام مبني على التوقيف بإجماع أهل العلم على ذلك، ومعناه أن كل ما لم يشرع من العبادات في الكتاب أو السنة، إنما هو من البدع، ولا يجوز للمسلم التعبد فيها، والواجب أن يبتعد عنها لأنه شأنها رد الدعاء، وعدم القبول.

قال الدكتور العلامة بكر أبو زيد في كتابه: بدع القراء القديمة والمعاصرة قال - رحمه الله -: من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية، أو سورة في زمان، أو مكان، أو لحاجة من الحاجات.

كما شرع للمؤمن عند قراءته للقرآن الكريم الدعاء وطلب الحاجة والرجاء من الله تعالى، لما ثبت عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "- من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيئ أقوام يقرؤون القرآن، يسألون به الناس" حديث حسن [الألباني، صحيح الجامع: 2917]

ومعنى فليسأل الله به كما قال المفسرون: أي أن يطلب من الله تعالى بالقرآن ما يشاء من حاجته من أمر الدنيا والآخرة.