نعم روي في ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدة من الصحابة ومن عدة طرق، وهذا الحديث صححه جماعة من العلماء، ونص الحديث هو:
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحو) (رواه البيهقي في السنن)
ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون. وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط. وإخوان متصارمان)
والحديث صححه البوصيري في زوائد ابن ماجه وقال عنه: إسناد صحيح ورجاله ثقات، وصححه الإمام النووي وصححه الإمام المنذري.
وصححه الألباني رحمه الله بلفظ العبد الآبق، وقال عن لفظ ابن ماجه: "منكر بهذا اللفظ، وحسن بلفظ: "العبد الآبق مكان "أخوان متصارمان" ".
وهذا الحديث يشهد له الحديث الصحيح المتفق عليه ولفظ مسلم هو (الذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها.).
فما دام أن الله ساخطاً عليها فهذا مانع من قبول صلاتها وارتفاع أجرها ما دامت غير معذورة في امتناعها عن فراشه.
فالمرأة إن كان لها عذر شرعي أو صحي يمنعها من إجابة زوجها للفراش فهي معذورة بذلك وليس عليها مؤاخذة، أما ما دامت زوجته وليس هناك مانع شرعي أو صحي يمنعها من إجابته فعليها الطاعة والإجابة، فالشارع لم يترك مثل هذا الأمر لرغبة المرأة وهواها حفاظاً على نظام الأسرة، وإن كان الزوج مطالب أيضاً بمراعاة زوجته ومعاشرتها بالمعروف كما قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف).
وأنبهك أن معنى عدم قبول صلاتها ليس بطلانها ولزوم إعادتها وقضاؤها، وإنما يعني كتابة ثوابها ونيل حسناتها، فالصلاة تقع مجزأة صحيحة من حيث الصحة المسقطة للقضاء، ولكن كتابة الحسنات والثواب يبقى معلقاً بإزالة موانع ذلك ومنها عدم طاعتها لزوجها.
والله أعلم