إن عقل الإنسان مهما بلغ من الذكاء والفطنة والقوة والتركيز والتفكر لا يستطيع أن يحوي عظمة الخالق سبحانه وتعالى لأن كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك.
- وقال تعالى: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة الشورى (11)
- وجاء في الحديث الصحيح: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم قوماً فقال:" ما لكم؟ قالوا: نتفكر في الخالق. فقال لهم: "تفكروا في خلقه ولا تفكروا في الخالق، لا تقدرون قدره ".
- حتى أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حاولوا وطلبوا من الله تعالى أن ينظروا إليه أو ينظروا كيف يحيى الموتى ليزداد إيمانهم ولتطمئن قلوبهم.
فسيدنا إبراهيم حينما سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى قال الله تعالى: {وَإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْـمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة البقرة آية: 260.
فكان سؤاله لكي يطمئن قلبه باصطفاء الله له خليلاً، فسأل ربه أن يريه علامة عاجلة تدلُّ على ذلك.
وهناك بعض الأقوال وردت بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام شكَّ في قدرة الله على إحياء الموتى، علماً أن الشك كان هنا ليس هو الشك الذي يذكره الأصوليون، والذي يعني التوقف بين أمرين ولا مزية لأحدهما على الآخر، وإنما هو الخواطر الشيطانية العارضة.
وكذلك سيدنا موسى عليه السلام عندما طلب من ربه أن ينظر إليه، قال الله تعالى (وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لميقاتنا وَكَلَّمَهُۥ رَبُّهُۥ قَالَ رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تراني وَلَٰكِنِ ٱنظُرْ إِلَى ٱلْجَبَلِ فَإِنِ ٱسْتَقَرَّ مَكَانَهُۥ فَسَوْفَ تراني ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُۥ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سبحانك تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ) سورة الأعراف آية 143
فهذا لا يعني بأن سيدنا موسى لم يؤمن بالله ولكن سأله لحوي عقله بأن الله تعالى موجود
- ويجب عليك أخي السائل أن تعلم أن الخالق لا يُخلق لأن كلمة (خلق): يقصد بها أن الخالق مخلوق!! فكيف يكون خالقاً ومخلوقاً في ذات الوقت؟؟؟!!!
إذ لا يمكن ويستحيل أن يتخلق الخالق فينزل عن رتبة خالق إلى رتبة مخلوق
- فهذا الوجود يدل على أنه له مبدع وخالق وهو الله تعالى.
- ولو سألنا من يسأل هذا السؤال: لو قالوا لك صديقك فلان أنجب مولوداً في المستشفى فهل تصدق ذلك؟ الجواب لا، لماذا؟ لأن الرجل الذكر لا ينجب! والسؤال غير منطقي وغير معقول أيضاً.
- فالإله غير مخلوق.. كل شيء مخلوق له.. له خالق!
- والإله ليس له خالق. وباللحظة التي أقول فيها من خلق الله، فهو ليس بإله!!!
- قال تعالى: (قل هو الله أحد * الله الصمد * الذي لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد).
- ولو سلمنا جدلاً أن هناك خالق خلق الإله! فمن خلق ذلك الخالق؟؟؟ إذن لا بد في نهاية الأمر أن نصل إلى خالق واحد خلق الجميع وهو الله تبارك وتعالى.
والله تعالى أعلم