قد تنشأ بعض الخلافات بين أفراد الأسرة، بين الإخوة أو الآباء أو بين الأم وابنتها أو ابنها، وهذا أمر طبيعي، ولهذه الخلافات أسباب قد تكون لسبب بسيط أو لسوء الفهم.
فهنا أنصحك بالصبر والهدوء في معاملتك لوالدتك وأن تحاولي أن تفهمي ما تريد وتتقربي منها بما تحبه، وتُحسني معاملتها حتى لو أساءت إليك، اكظمي غيظك وادعي لها بالهداية ولا تدعي عليها، فحتى دعاء الأم نفسها على ولدها لا يجوز ولا يُستجاب إذا كانت في حالة غضب ودعت عليه بالإثم أو بالسوء فما بالك بدعاء البنت على أمها!! ، وإذا كنت وقد ابتُليت بذلك فلتتعلمي من أخطاء والدتك وتحرصي على أن تكوني الأم التي تريدينها لأولادك في المستقبل.
وأمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما حتى لو كانا مشركَيْن به، فكوني على يقين بأنه لا يوجد أم تكره أولادها أو تتمنى لهم غير الخير، وتأكدي بأنها تحبك، يسعدها ما يسعدك ويحزنها ما يحزنك وأكثر، وأُذكّرك بأن بِرّها ورضاها هو من رضا الله عليك، وهي سبب في دخولك للجنة.
ثقي بأن الله الرحيم سيسعدك ويُيسّر لك شؤون حياتك كلها إذا كنت بارة لها، فجزاء البارِّ بوالديه أجره في الدنيا قبل الآخرة وهناك قصص كثيرة لأناس اشتدت عليهم الدنيا من كل حدب وصوب ثم فُرجت بدعوة قلب أم راضٍ، فلا تيأسي ولا تستمعي لوساوس الشيطان وأبعدي هذه الفكرة عنك، فتخسري دنياك وآخرتك، اشغلي نفسك بما يفرحك ويسعدك ويُنعش روحك، تعرفي على صحبة صالحة جديدة، تعلمي أشياء جديدة وعيشي حياتك بالرضا والصبر والتفاؤل وتذكري أن هناك ممن يعطون حياتهم مقابل أن يروا أمهاتهم و ينادوا باسمهم، فأنت في نعمة محروم منها الكثير، فاشكريها وقدّريها.
وأدعو الله لك أن يوفق بينك وين والدتك لما يحبه ويرضاه.