هل يدخل سب الدهر في باب الكفر وما هي الأحاديث النبوية الشريفة التي ثبتت بهذا الخصوص

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٠ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سب الدهر الذي فيه تسخط على القدر ونسبة التعاسة إلى الدهر والأيام قد يكون شركاً أكبر وقد يكون شركاً أصغر :

- فإذا سب الدهر وتسخط عليه وهو يقصد أن الدهر هو المتصرف وأن ما يجري في الكون في الكون من أحداث لها مدبر غير الله ، كما قد يقول الملاحدة أن الطبيعة هي الخالقة الموجدة ، فهذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة .
لأن فيه نسبة الحوادث والخلق والتدبير إلى غير الله سبحانه ، وهذا شرك أكبر كما لا يخفى على مسلم.

- أما إذا سب الدهر ،وهو يقصد التسخط على الأيام والزمن الذي حدثت له فيه المصائب أو الابتلاءات التي يتسخط لأجلها، مع إيمانه أنه الله هو الخالق  المدبر المتصرف ، فهذا السب من الشرك الأصغر غير المخرج من الملة .

ووجه حرمته أن الله هو الموجد والخالق للكون والدبر لشؤونه وكل ما يحصل فيه من أقدار فهو فاعلها الحقيقي سبحانه، فلما يسب الإنسان الدهر الذي حصلت فيه الحوادث ،فكأنه يسب الله لأن الله هو الخالق لليل والنهار وما فيهما من حوادث، والليل والنهار والدهر مخلوق لا تصرف له ، لذلك كان سب الدهر فيه أذى لله تعالى.

أما الأحاديث التي وردت في النهي عن سب الدهر فمنها :

* حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار ) (متفق عليه).
 
وعند مسلم بلفظ: (لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر؛ فإني أنا الدهر، أقلب ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما). 

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يَسُبُّ أحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فإنَّ اللَّهَ هو الدَّهْرُ ).(رواه مسلم).
 
ومعنى قوله تعالى في الحديث ( أنا الدهر) يعني : أنا خالق الدهر وموجده والمتصرف فيه وفي الحوادث التي تحدث فيه ، فمن سب الدهر فكأنه يسب الموجد للدهر، وليس معنى ( أنا الدهر ) أن الدهر اسم من أسماء الله على الصحيح .

والله أعلم