هل يحب الله كل المؤمنين بالتساوي وهل مهما كان العبد سيكون حب الله له أعظم من حب الأم حتى إن كانت ذنوبه كثيرة هل حب اللّه يفوق حب الأم في كل حالة

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
٢٨ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
نعلم من كلام الله تعالى أنَّ الله تعالى يُحب كل عباده المؤمنين وحُب الله للعبد حُب سابق أوَليّ غير مشروط ولا متناهي لأنَّ الله يُحبُّ على قدره جلَّ جلاله فحبّهُ لنا مع غناهُ عنّا سبحانه  ليس كمثل حبّنا لهُ مع افتقارنا واحتياجنا إليه.
ومن الطبيعي أن يخصَّ الله أولياءهُ وأصفياءهُ -الذين تفانوا في حبه وكرّسوا حياتهم كلها لعبادته وخدمته ومعرفته - بمزيد محبته ومزيد فضله وعطيّته.
ولا شك أنَّ حُب الله تعالى لعبده حتى لو كان مُسرفا على نفسه أعظم بما لا يُقاس  من حُب الأم لوليدها فالله تعالى هو الذي خلقهُ وهو الذي صوَّرهُ وأودعَ فيه نورهُ وسرّهُ أي الروح التي هي نفخة إلهيَّة أما الأم فقد كانت واسطة لظهوره في هذا العالم الأرضي وقد أحسنت إليه بإحسان الله ورحِمَتهُ بما أودعَ الله في قلبها من الرحمة وقد سخّرها الله تعالى لرعايته وحنّنَ الحنّان قلبها عليه فالفضل كله لله والإحسان كله من الله فحريٌّ بالإنسان أن يمتلئ قلبه بحُب هذا الإله الودود العطوف المُحسن الكريم الرحيم.   

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ يونيو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
قال الله تعالى : ( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) سورة البقرة: 38 ـ 39}.
وقال تعالى : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون ) سورة القلم:35ـ 36}.
- فمن خلال هذه النصوص وغيرها الكثير يتبين لنا إستحالة أن يحب الله تعالى جميع الناس بالتساوي ، وهذا منافي لعدله سبحانه !!
أما بخصوص مسألة حب الله تعالى للعبد أكثر من حب الأم لوليدها :  وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَبْي فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي تَبْتَغِي إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا لاَ وَاللَّهِ وَهِي تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ) رواه مسلم.
- فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على محبة الله تعالى لعبده أكثر من محبة والديه له وخاصة أمه .
- والله تعالى يفرح بتوبة عبده العاصي ففي الحديث : (  للّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ ) متفق عليه.
- والطريق إلى محبة الله تعالى تكون عن طريق التقرب إليه بالنوافل والدليل الحديث القدسي :(  وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري.