نعلم من كلام الله تعالى أنَّ الله تعالى يُحب كل عباده المؤمنين وحُب الله للعبد حُب سابق أوَليّ غير مشروط ولا متناهي لأنَّ الله يُحبُّ على قدره جلَّ جلاله فحبّهُ لنا مع غناهُ عنّا سبحانه ليس كمثل حبّنا لهُ مع افتقارنا واحتياجنا إليه.
ومن الطبيعي أن يخصَّ الله أولياءهُ وأصفياءهُ -الذين تفانوا في حبه وكرّسوا حياتهم كلها لعبادته وخدمته ومعرفته - بمزيد محبته ومزيد فضله وعطيّته.
ولا شك أنَّ حُب الله تعالى لعبده حتى لو كان مُسرفا على نفسه أعظم بما لا يُقاس من حُب الأم لوليدها فالله تعالى هو الذي خلقهُ وهو الذي صوَّرهُ وأودعَ فيه نورهُ وسرّهُ أي الروح التي هي نفخة إلهيَّة أما الأم فقد كانت واسطة لظهوره في هذا العالم الأرضي وقد أحسنت إليه بإحسان الله ورحِمَتهُ بما أودعَ الله في قلبها من الرحمة وقد سخّرها الله تعالى لرعايته وحنّنَ الحنّان قلبها عليه فالفضل كله لله والإحسان كله من الله فحريٌّ بالإنسان أن يمتلئ قلبه بحُب هذا الإله الودود العطوف المُحسن الكريم الرحيم.