هل يجوز نشر صور الميت على السوشيال ميديا

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 -إن نشر صور المتوفى في التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي فهذا لا يجوز شرعاً  - خاصة إذا كانت الصورة واضحة المعالم -  لأنه من ذوات الأرواح ومحرم نشرها .  حتى مسألة الحداد ولبس السواد كل هذا من الأمور المبتدعة في الدين ، فلا يجوز الحداد إلأ للزوجة على زوجها مدة أربعة أشهر وعشرة أيام وإذا كانت حامل حتى تضع حملها قصر أم زاد عن الأربعة أشهر وعشرا.
 
- وقد يكون نشر صور المتوفى من الموروث الذي يضره في قبره
، فإذا كنا نحب موتانا فالأصل عدم نشر صورهم - خاصة إذا كانوا نساء فالجرم أعظم !!-

- فالإعلان عن المتوفى له نوعين :

النوع الأول : وهو غير جائز - ويكون القصد منه إظهار الحزن ، وإعلام الناس، على وجه المفاخرة بمكانة الميت ، ومن غير قصد مصلحة مشروعة ، فهذا يتناوله عموم النهي عن النعي.- فعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: " إذا مت فلا تؤذنوا بي، إني أخاف أن يكون نعيا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي " رواه الترمذي  وقال: "هذا حديث حسن"، وحسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري والألباني في "أحكام الجنائز"

- وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى: " يقال: نعى الميت ينعاه نَعْياً ونَعِيّاً، إذا أذاع موته ، وأخبر به ، وإذا ندبه " انتهى من "النهاية في غريب الحديث"

قال بن العربي: يؤخذ من مجموع الأحاديث ثلاث حالات:

الحالة الأولى: إعلام الأهل والأصحاب ، وأهل الصلاح : فهذا سنة.

الحالة الثانية: دعوة الحفل للمفاخرة : فهذه تكره.

الحالة الثالثة: الإعلام بنوع آخر ، كالنياحة ونحو ذلك : فهذا يحرم "فتح الباري"


النوع الثاني: وهو الجواز / وهو الإعلان عن الوفاة لتحقيق مصلحة مشروعة، كقصد استغفار الناس له، وحضور جنازته، خاصة إذا قصد بالإعلان معارف هذا المتوفى وأقاربه، كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر.

- سُئل الشيخ عبد الرحمن البراك:
" هل تناقل خبر (المتوفى) باسمه عبر رسائل الجوال، أو عبر منتديات الشبكة العنكبوتية يعد من النعي المنهي عنه؟.

فأجاب: النعي هو الإخبار بموت أحد من الناس، وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن النعي، وثبت أنه نعى النجاشي إلى أصحابه، وخرج بهم إلى المصلى، وصلى عليه، وكبر أربعاً.
- وقال العلماء: الجمع بين الحديثين أن النعي المنهي عنه هو ما كان يفعله أهل الجاهلية، من بعث من ينادي في العشائر، مات فلان مات فلان على وجه الفخر والتعاظم والتعظيم لذلك الميت.

- وأما مجرد الإخبار بموت الإنسان، لمصلحة شرعية، كالصلاة عليه ومواساة أهله وتعزيتهم: فإن ذلك لا بأس به، فتبين أن النعي يختلف حكمه بحسب الغرض منه...

- أما دعوة عموم الناس للحزن، أو الحداد: لم يأت بها الشرع، ولا ترجع على الميت بفائدة، والمطلوب أن يحث الإعلان على ما يفيد الميت من الحث على الاستغفار له.

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" ويستحب للمخبر أن يطلب من الناس أن يستغفروا للميت، لحديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء، فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري...

فانطلقوا، فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر، وأمر أن ينادي الصلاة جامعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي؟ إنهم انطلقوا فلقوا العدو، فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له - فاستغفر له الناس - ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب، فشد على القوم حتى قتل شهيدا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا، فاستغفروا له ... )أخرجه أحمد، وإسناده حسن.

- وفي الباب عن أبي هريرة وغيره في قوله صلى الله عليه وسلم لما نعى للناس النجاشي: ( استغفروا لأخيكم ) " انتهى من  "أحكام الجنائز"

- ولا بأس بعبارة ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )، ونحو ذلك؛ فإن قولها عند المصيبة من السنة.

- عن أم سلمة، أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله: ( إنا لله وإنا إليه راجعون )، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منها، إلا أخلف الله له خيرا منها ) رواه مسلم (918). 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة