نعم يجوز مراسلة المخطوبة والتحدث معها في بعض شئون عقد النكاح، أو ما يتعلق بذلك من الأحاديث السليمة التي ليس فيها محرم ولا تعاون على محرم كنظرة الزوج إلى الزواج بشكل عام وما هو هدفه من الزواج، وما هو رأيه بالإنجاب مبكراً أو الانتظار فترة بعد الزواج، وما هو رأيه أو رأيها في مسألة السكن وعمل الزوجة أو إكمال تعليمها إن هي أرادت ذلك وغيرها من القضايا التي تهم الحاطبين والتي يجب أن يكونوا متوافقين حولها قبل عقد الزواج أو قبل الدخول بها.
-
أما إذا كان الحديث بينهما يدعو إلى ريبة أو يدعو إلى خلوة بها، أو إلى اتصال بها قبل عقد النكاح فهذا
محرم ولا يجوز، وله أن ينظر إليها إذا دعت الحاجة إلى ذلك لكن من غير خلوة، ينظر إليها بحضرة أبيها وأمها ونحو ذلك، ولا يجوز الخلوة بها أبداً؛ لأن الشيطان إذا خلا الرجل والمرأة صار ثالثهما فلا يجوز.
- والخطبة : هي طلب الرجل فتاة معينة للزواج وتمت الموافقة على طلبه من قبلها ومن قبل أهلها فهي تُعد وعد بالزواج.
-ولا أصل لقراءة الفاتحة عند الخطبة وعقد الزواج وهو أمر غير مشروع، بل عدّه أهل العلم من البدع المحدثة - فقراءة الفاتحة عبادة وتشرع في أماكنها كالصلاة أو من أجل العلاج والرقية الشرعية، أما أن يتم قراءتها عند الاتفاق على عمل معين أو شراكة بين شخصين أو إتمام عملية بيع أو شراء، أو عند اي عقد من العقود بنية التوفيق وإتمام الأمر فلا يصح ذلك ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم ولا سلفنا الصالح.
-ولا يكن همك مراسلة المخطوبة قبل أن تتأكد من هذه الأسس الهامة لاختيارها:
1- الأساس الديني: فاليهود مقياس الزواج عندهم المال والنصارى يتزوجون لأجل الجمال ومشركي العرب كانوا يتزوجون لأجل الجاه والنسب، فجاء الإسلام وأقر هذه الصفات والأمور الثلاثة في الفتاة التي يراد خطبتها ولكنه زاد عليها أمراً رابعاً وهو الدين وهو الأهم ، فجاء في الحديث الصحيح: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) متفق عليه .
- فقد وضع الحديث الشريف أربعة معايير لاختيار الزوجة وهي:
- المال: وهو مهم في استقرار الحياة الزوجية ورفاهية الأسرة لكي تعيش في مستوى جيد. وقد أصبح كثير من الخاطبين اليوم يبحثون عن الفتاة الموظفة والتي معها مال لتساعدهم في أعباء الحياة.
- الحسب والجاه: وهذا مطمع كذلك لكل شخص أن يبحث عن فتاة ذات حسب ونسب ومن عائلة عريقة ومشهور لها بالخير والجاه والرفعة.
- الجمال: وقد يكون من أهم المعايير التي يبحث عنها كذلك كثير من الشباب المقبلين على الزواج ، لأن الجمال يسر الزوج إذا نظر إلى زوجته ويحصن نظره عن الحرام.
- وأهم المعايير على الإطلاق معيار الدين : فإذا كانت صاحبة خلق ودين فهي التي أمرنا الإسلام أن نفوز بها ونتقدم لخطبتها، لأن الدين هو الباقي وباقي المعايير تذهب تزول!!!
ففي الحديث: (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) أخرجه مسلم .
2- ومن أسس اختيار الزوجة كذلك : أن تكون واعية ذكية صاحبة عقل وفطنة ، يروى أن الإمام مالك رحمه الله أوكل لعمته أن تذهب لتخطب له فتاة، فعندما عادت سألها: كيف وجدت الفتاة ؟ فقالت: وجدت فتاتين صغرى وكبرى، ولكن الفتاة الصغرى أجمل، فقال لها الإمام مالك: أيهما أكثر رجاحة عقل؟ قالت عمته : الفتاة الكبرى، فقال: اذهبي واخطبيها لي .
3- خلق الحياء : قال عليه السلام : ( إذا لم تستحي فأصنع ما شئت ) - بنات شعيب مع سيدنا موسى عليه السلام (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت) وكأن الحياة بساط وتمشي عليه تلك الفتاة ، فكان الحياء في مشيتها وفي قولها .- وتُعرف صاحبة الحياء من أول لقاء معها .- وأفضل ما في جمال المرأة هو حياءها.
•إن خير النساء من كانت على جمال وجهها في أخلاق كجمال وجهها وكان عقلها جمالاً ثالثاً.
4- الطاعة : وهذا يكون من خلال النظر إلى سيرة أمها وأخواتها، ففي الحديث الصحيح: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) رواه أخمد وصححه الألباني.
5- النظافة الشخصية : حيث تُعرف المرأة نظيفة منذ اللقاء الأول ( غرفة الجلوس)
6- أن لا تكون قريبة قرابة شديدة : لذلك جاء في الأثر (غربوا النكاح) - ( لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يُخلق ضاوياً) - الأمراض الصحية والوارثية
7- إياك أن تتزوج من فتاة كنت تحبها قبل الزواج!!!- دراسة أجرتها جامعة القاهرة
88% من زواج الحب انتهى بالطلاق. و70% من الزواج التقليدي استمر!!!
8- إبحث عن الفتاة (
الودود الولود العؤود ) وهذه تعرف من خلال السؤال وسيرة أهلها وأخواتها. وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود الولود العؤود، التي إذا ظلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى" [رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الألباني].
9- إياك من هؤلاء النساء !؟: قال بعض العرب: لا تنكحوا من النساء ستة: ( الأنانة . المنانة . الحنانة. الحداقة. االبراقة. الشداقة )
10- التكافؤ والتقارب : - لا تتزوج امرأة ترى أنها تسدي إليك معروفاً بزواجها منك . - لا تتزوج امرأة على نقيضك تماما في الذوق والمشارب والاهتمامات. - التقارب العلمي . - التقارب الاجتماعي. - التقارب الديني .
11-اتفقا على كل شيء قبل الزواج حتى لا تكثر بينكما الخلافات بعد الزواج ومنها: - - طبيعة ومكان وأثاث منزل الزوجية. عمل الزوجة. - خروج الزوجة. -نظرتكما للمناسبات والعادات الاجتماعية.
- نظرتكما للإنجاب وتربية الأولاد .- وقبل ذلك الاتفاق على هدفكما من الزواج، بل في الحياة كلها
12- وأخيراً عليك بالاستشارة والإستخارة - المصادر :
1-
https://binbaz.org.sa/fatwas2-
موقع اسلام ويب