هل يجوز لمريض السكري الكاذب الصيام رغم العطش الشديد الذي يحسه خلال يومه؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
إذا كان يخشى عليه من الجفاف وزيادة المرض وليس هناك أدوية يمكن أن تعينه على الصيام والتخفيف من إدرار البول وخروج السوائل من جسده فعليه أن يفطر، وإذا كان من الممكن أن يؤدي الصيام إلى تلف كلي في أحد أعضائه ككليته أو موته فيحرم عليه الصيام في هذه الحال، وعليه أن يستشير طبيباً مسلماً ثقة على كل حال.

فمرض السكري الكاذب هو مرض يحدث نتيجة خلل في هرمون الفازوبريسين الذي يقوم باحتباس الماء في الكلى للحفاظ على ضغط الدم، ونتيجة هذا الخلل يحصل عند هذا المريض إدرار كبير بالبول قد يصل إلى 12-15 لتراً في اليوم، وهذا يرافقه عطش في المقابل، فيحتاج معه إلى استمرار شرب الماء حتى يعوض كمية السوائل التي يفقدها لئلا يصاب بجفاف.

والصيام سيمنع هذا المريض من شرب السوائل مما قد يعرضه لخطر الجفاف وتفاقم المرض وتلف الكلية أو الغيبوبة أو ما هو أكثر من ذلك، والله لم يأمرنا بإهلاك أنفسنا في الصيام بل جعل للمريض رخصة في الفطر حيث قال سبحانه (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر).

لذلك كان من ضمن التوصيات المنبثقة عن الندوة العلمية التي نظمت حول العلاقة بين الفقه والطب، في موريتانيا، يوم 19 شعبان 1436 هـ الموافق 07- 06-2015م والتي ناقشت بضع أحكام الصيام وذكرت الأمراض التي يمكن معها الصيام والتي لا يمكن معها الصيام، كان من توصياتها أن مرض السكري الكاذب مانع للصيام.

وبناء على ذلك فنقول لمريض السكري الكاذب ثلاث حالات:

الأولى: أن يحتمل الصيام ولا يخشى عليه الموت أو تلف بعض أعضائه ولكن فيه مشقة وتعب فهنا يجوز له الفطر وقد يكون أولى، ولكن لا نقول يجب.

الثانية: أن يكون الصيام فيه خطر الهلاك أو تلف عضو من أعضائه فلا يجوز له الصيام في هذه الحال ويحرم عليه.

الثالثة: أن يكون بإمكانه الصيام لوجود أدوية تساعده وولكون النهار ليس طويلاً ولا يشق عليه الصيام معه ولا يخشى عليه زيادة المرض أو تفاقم حالته، فيجب عليه الصوم في هذه الحال، لانتفاء العذر المبيح للفطر.

ولما كان هذا المرض يعتبر من الأمراض المزمنة غالباً والتي لا يرجى برؤها بيسر وسهولة إلا أن يشاء الله، فإن هذا المريض إذا أفطر فإن عليه أن يدفع كفارة إطعام مسكين عن كل يوم يفطره، ولا قضاء عليه، لأنه لا يرجى برؤه وشفاؤه إلا أن يشاء الله.

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة