- من حيث جواز الصعود نعم يجوز الصعود لمن يستطيع الصعود من الرجال ، فالنبي صلى الله عليه وسلم صعد على هذا الجبل ليخطب بالناس وحتى يراه الجميع ، وليس الهدف مكان وقوف النبي صلى الله عليه وسلم في على الجبل ، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ( وقفت هنا وعرفة كلها موقف ) حتى لا يشق على الناس بالصعود والتزاحم فوق هذا الجبل .
- وحدود عرفات معروفة لكل من يذهب لإداء مناسك الحج فهناك إشارات تبين حدود عرفات ، وهي تتسع لملايين من البشر .
- بينما لو حددنا الوقوف فقط على جبل عرفات لما اتسع بضع من آلاف الحجيج أويزيد قليلاً .
- وهذا من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته في أداء مناسك حجهم .
- أما من حيث الصلاة فالصلاة جائزة في أي مكان في الأرض ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهنَّ أحدٌ مِن الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرةَ شهر، وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا، فأيما - وفي رواية: وأيما - رجلٍ مِن أمتي أدركَتْه الصلاةُ فليُصلِّ، وأُحِلَّت لي المغانمُ - وفي رواية: الغنائم - ولم تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطِيتُ الشفاعةَ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومه خاصةً، وبُعِثتُ إلى الناس عامَّةً - وفي رواية: كافة ).أخرجه البخاري .
- فإذا أدركت الواقف بعرفة الصلاة وصعب عليه النزول من الجبل بسبب الإزدحام فلا حرج أن يصلي على الجبل جماعة مع الناس وهو الأفضل ، أو فرادى ، وإن كان الجميع يسمع صوت الإمام في مسجد نمرة في عرفات فعليهم الإقتداء به ما دامت الصفوف متصلة من المسجد إلى الجبل .
- أما أن يعتقد الحاج بوجوب الصلاة على جبل عرفات وأنها سنة ، فهذا لا يجوز ، بل هو بدعة في الدين .
- حتى أن بعض العلماء قال : الصعود على جبل الرحمة من أجل النسك يعتبر بدعة .
- وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"الصعود على جبل عرفات ليس من الأمور المشروعة ، بل هو إن اتخذه الإنسان عبادة بدعة ، لا يجوز للإنسان أن يعتقده عبادة ، ولا أن يعمل به على أنه عبادة ، والرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على فعل الخير ، وأبلغ الناس في تبليغ الرسالة ، وأعلم الناس بدين الله ، لم يصعده ولم يأمر أحداً بصعوده ، ولا أقر أحداً بصعوده فيما أعلم ، وعلى هذا فإن صعود هذا الجبل ليس بمشروع ، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف خلفه من الناحية الشرقية قال : (وقفت هاهنا ، وعرفة كله موقف) وكأنه صلى الله عليه وسلم يشير بهذا إلى أن كل إنسان يقف في مكانه ، ولا يزدحمون على هذا المكان الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم" انتهى ."مجموع فتاوى ابن عثيمين" (23/32) .