يجوز بشروط :
1- أن تكون مع مجموعة نساء ويعطي الشيخ المحاضرة من وراء حجاب وبحضور زوجته مع النساء .
2- أن يكون بيت الشيخ خارج المسجد وليس بداخله - لأن الحائض يحرم عليها دخول المسجد . لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب )
3- أما إذا كان البيت داخل المسجد فلا تدخله إلا لضرورة وهي : أن يكون حضورها إلزامياً والشيخ يتبنى رأي دخول المسجد للضرورة- بحيث إذا غابت فترة الحيض تفصل من الدورة ، فتدخل بمقدار الضرورة ولا يجوز لها الجلوس أكثر من وقت المحاضرة أو دورة التحفيظ .
- وإذا سمح لها الشيخ أن تحظر يوماً وتغيب يوماً فهذا أفضل .
- فالمرأة العابرة لا بأس عليها أن تمر من باب إلى باب، أو تدخل لتأخذ حاجة من المسجد: إناء أو كتابًا أو ما أشبه ذلك، فالنبي- صلى الله عليه وسلم - حينما قال لعائشة رضي الله عنها: ناوليني الخمرة من المسجد والخمرة: مصلى يصلي عليه من الخوص عليه الصلاة والسلام قالت: (إنها حائض) فقال لها: إن حيضتك ليست في يدك.
فالمعنى: أنه ليس هناك مانع من دخولها لأخذ الحاجة، فلا بأس بذلك، إنما الممنوع: جلوسها في المسجد، أما أن تعبر من المسجد أو تدخله لحاجة ثم ترجع من غير جلوس فلا بأس بذلك؛
- أما بخصوص مس القرآن وحماه للمرأة الحائض فلا يجوز حمله إلا للضرورة ويكون حمله بحائل .
- أما قراءة القرآن للحائض جائز شرط أن لا تمسه وعليه فيجوز قراءة القرآن للحائض من الهاتف أو من خلال السبورة في مركز التحفيظ ولها نفس الأجر إن شاء الله وذلك لسببين :
1- لأن الحيض فعل لاإرادي وأمر شرعي يأتي المرأة في كل شهر ، فليس لها علاقة في حدوثه .
2- لأن الهاتف لا يُعد مصحف والنهي هو عن مس المصحف وليس الهاتف .
ولهذا ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله : ( ليس في منع الحائض من القراءة نصوص صريحة صحيحة ) .
-وقال : ( ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن ، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء ) .
- وهناك خلاف بين الفقهاء حول قراءة المرأة الحائض للقرآن الكريم منها :
1- مذهب جمهور الفقهاءـ (الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة) ـ ذهبوا إلى حرمة قراءتها للقرآن، لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ( لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن) ولكن هذا الحديث ضعيف .
2- أما مذهب المالكيّة: فقد ذهبوا إلى أنّ الحائض يجوز لها قراءة القرآن في حال استرسال الدّم مطلقاً ـ كانت جنباً أم لا خافت النّسيان أم لا ـ وأمّا إذا انقطع حيضها، فلا تجوز لها القراءة حتّى تغتسل ـ جنبًا كانت أم لا ـ إلاّ أن تخاف النّسيان.
3- وذهب ابن تيميّة: إلى أنّه يباح للحائض أن تقرأ القرآن إذا خافت نسيانه، بل يجب، لأنّ ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب.
4- وقد استثنى المالكيّة من ذلك ( المعلّمة والمتعلّمة) فإنّه يجوز لهما مسّ المصحف والقراءة منه .
- وخلاصة القول : فلا يوجد دليل صريح وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يمنع قراءة القرآن للمرأة الحائض - ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لما حاضت في حجة الوداع قال لها: (افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري) ولم ينهها عن قراءة القرآن.