هل يجوز عمل تمارين شد الوجه وتكبير الشفايف، وهل تقنية الموينغ لتقوية عضلات الفك واصلاح الخلل حرام؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٦ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 هذا السؤال ذو شقين :
- الشق الأول : وهو حكم عمل تمارين لشد الوجه وتكبير الشفايف؟
والإجابة على هذا السؤال وفق القاعدة الشرعية وهي: ( أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل على التحريم) فلا مانع من عمل تمارين طبيعية لشد الوجه والشفايف، وكذلك عمليات شفط الدهون وتقويم الأسنان وإزالة الشعر الزائد بالليزر - فكل هذه العمليات جائزة - بالشروط التالية:
1- أن لا تنطوي على غش أو خداع أو تدليس وكذب. فشد الوجه إذا لم يترتب عليه تغرير، وتدليس، بمعنى أن تظهر المرأة أمام من جاء لخطبتها بسن غير سنها، وجاء في الحديث أنه سمى الشعر الموصول “زورًا”، أي تزوير، والتزوير على خلق الله ممنوعاً شرعاً ومحرم.

2- أن لا تؤثر خلقة الشخص - فينطبق عليه قول الله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) سورة النساء 119.
3- أن لا تسبب هذه العمليات ضرر جسدي أو مضاعفات مستقبلية على المرأة بالتحديد.

- والشق الثاني من السؤال : وهو بخصوص حكم تقنية الموينغ لتقوية عضلات الفك وإصلاح الخلل إن وجد ؟
- هذه التقنية مصدرها في أمريكا، وهي تمارين تستخدم لتقوية عضلات الوجه والفك السفلي، وعلاج أي مشاكل في الفك من اعوجاج وعلاج الوجه النحيل وغيره من المشاكل الجمالية والصحية، إلا أن النتائج لا تظهر مباشرة؛ إنما تحتاج إلى استمرار في إجراء التمارين من 3 إلى 6 أشهر.
- وهنا نقول أيضاً بجوازها وإباحتها حسب الشروط السابقة أعلاه.

- وهنا لا بد من التنبيه إلى بعض الملاحظات :
1- المستمر للعدسات اللاصقة تبعا للون الحذاء أو الشنطة بأنه من قبيل المبالغة والإسراف المرفوضين.

2-  أن لا يكون الهدف من هذه الأفعال هو الاعتراض على خلق الله تعالى أو رفضه - لأن الاعتراض على خلق الله تعالى هو اعتراض وكفر بالخالق سبحانه !!

3- أن ما كان للعلاج وإزالة الداء فهو مباح فعله -  عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ ( أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ [فضة] فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ ) والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود .
 
4- وإذا كان التغير لإزالة عيب طارئ أو تشويه خلقي، ويدخل في ذلك إزالة الكلف، وحبة الخال ونحوها ؛ لأن هذا رد لما خلق الله وليس تغييرا لخلق الله، والتداوي لا ينافي القدر .
قال ابن الجوزي رحمه الله : " وأما الأدوية التي تزيل الكلف وتحسن الوجه للزوج فلا أرى بها بأسا " .

5- وإذا كان التغير عبارة عن زينة طارئة لا تبقى ولا تغير أصل الخلقة، كالكحل والحناء وتحمير الوجه والشفة ، وقد كان الكحل والحناء شائعين معروفين بين النساء زمن النبوة ، وكذلك استعمال الزعفران ونحوه من الألوان التي تخالط طيب النساء. ولهذا لا حرج في استعمال مستحضرات التجميل إذا خلت من الضرر. 

6- أن يقوم بهذه العمليات نساء من جنس المرأة وليس رجال إلا للضرورة القصوى والتدخل الطبي الذي لا يتوفر فيه إلا طبيب.

7- عدم ذهاب النساء إلى محلات الرجال ( الكوافير ) ليعمل لها مكياج أو يقص لها شعرها أو يشد لها وجهها أو يزيل لها شعرها الزائد على جسمها!!! فهذا حرام على الطرفين .