نعم بإمكانك ذلك بالتأكيد، فالعفو من أعظم الأمور عند الله -سبحانه وتعالى- حتى وإن كنت لا تعرف من الذي قام بسرقتك، أو أذيتك، أو ظلمك.
فالمسلم إذا تعرَّض للظلم سواءً سرقة أو غيرها ثم قرَّر أن يكظم غيظه ويعفو عن من أساء إليه؛ سينال الأجر العظيم من الله، كما أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- سيعوضه عن ذلك الظلم بالخير الكثير في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وأعلم أن الأمر ليس سهلًا خاصَّة إذا كانت المسروقات ثمينة ولها قيمة كبيرة عندك، فهذا يمكن أن يمنعك عن مسامحة من سرقك، لكنِّي أنصحك بالمسامحة، والعفو، والتجاوز عن هذا الأمر، وانتظار العوض الجميل من الله -سبحانه وتعالى-.
وسأقول لك حديثًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبرنا فيه عن أجر العفو والمسامحة، فيقول: (ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفًا عليهن لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه اللّه -عز وجل- إلا زاده اللّه بها عزًا يوم القيامة). وقد أخرجه شعيب الأرناؤوط وقال عنه "حسن لغيره"
فمن هذا الحديث ترى أنَّك إن عفوت عن من سرقك وسامحته مبتغيًا بذلك وجه الله -عزَّ وجلَّ-؛ فسيزيدك الله في يوم القيامة شأنًا ورفعةً، ومكانةً عظيمة وعالية، وكل هذا أفضل بكثير من الأمور التي سُرقت منك في الدنيا، والتي لا تنفعك يوم الحساب في الآخرة.
وفي النهاية أنصحك أن تأخذ الحذر والحيطة، وأن تحفظ أشياءك الثمينة في مكانٍ آمنٍ لا يعرف عنه أحد، ولا تأخذها معك لأماكن التجمعات الكبيرة والتي تسهل فيها عمليات السرقة، فالإنسان يجب أن يقي نفسه من كل الشبهات قبل أن تحدث، أما عن مسروقاتك فإن كانت لن تعود أبدًا فالمسامحة والعفو هما أفضل حلٍّ لك في الدنيا وفي الآخرة.
والله تعالى أعلم.