هل يجوز التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام ??

2 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٥ يوليو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
 نعم يجوز ذلك استنادا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . 
أما في كتاب الله فقوله تعالى :
 ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوكَ فاستغفروا الله واستغفرَ لهُم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما )
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموكَ فيما شجرَ بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيتَ ويسلّموا تسليما ) سورة النساء ،
 وهل لو أنهم جاؤوك في فترة حياته أم بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم .
فالمعلوم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( ما من أحد يسلم علي إلّا ردَّ الله علي  روحي حتى أرد عليه السلام ) 
ومن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلّغوني من أمتي السلام ) رواه النسائي. 
 إذن رسول الله حَيّ لأنه لا تمرّ لحظة إلا ويذكر إما في آذان أو صلاة أو دعاء
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تُعرَض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ) 
رواه البزاز وهو مرسل صحيح الإسناد .
وإن في حديث الأعمى الذي ردَّ الله إليه بصره جوابا شافيا لمن يُنكر التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم ،
فعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ادعُ الله أن يعافيني .
فقال : إن شئت أخَّرتُ ذلك وهو خير وإن شئت دعوت  قال : فادعو  قال : فأمرهُ أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول :
 ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة 
يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي 
اللهم شفِّعهُ في وشفّعني في نفسي ) 
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير والترمذي والنسائي .
وفي حديث مرفوع عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة فكان عثمان لا يلتفت إليه وينظر في حاجته .. لنسيانه لها كما سيأتي .. 
فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه 
فقال له عثمان ائتِ الميضأة  فتوضأ ثم ائتِ المسجد فصلِّ فيه ركعتين  ثم قل: 
اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلّم نبي الرحمة 
يا محمد إني  أتوجّه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك .
ورح إلي حين أروح معك . 
فانطلقَ الرجل فصنع ما قال له  
ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذَ بيده فأدخلهُ على عثمان بن عفان فأجلسهُ معه على الطنفسة  وقال ما حاجتك ؟ 
فذكرَ حاجته فقضاها له ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة 
وقال : ما كانت لك حاجة فائتنا .
ثم إن الرجل خرج من عنده فلقيَ عثمان بن حنيف فقال : جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلّمتهُ فيَّ.
فقال عثمان بن حنيف :  والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أتاهُ  رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أوَتصبِر ؟ فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شقَّ علي ،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : 
إئتِ الميضأة فتوضأ ثم صلِّ ركعتين ثم ادعُ بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ) 
رواه الترمذي في كتاب الدعوات والحاكم في مستدركه والبيهقي وابن ماجه .
 وأما مَن يخشَ الشرك في التوسل فإن المتوسل لا يدُر في خُلده إلا التقرّب إلى الله بالتقرب من رسوله وحتى رسول الله لم يخشَ الشرك على الأمة ،
فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  خرج يوما فصلّى على أهلِ أُحُد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال : ( إني فرط عليكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أُعطِيتُ مفاتيح خزائن الأرض .. أو مفاتيح الأرض .. وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها ) رواه مسلم .
وقد أشكل الأمر على البعض :
إما لإنكار اجتهاد
أو حسم ذريعة 
أو عدم تحقيق 
أو ضعف في الإستدلال
أو وجود عناد واتباع الأنا 
وأخيرا نذكر بفتوى الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن الحلف بالنبي محمد تنعقد وأن الحانث فيه تجب عليه الكفارة لأنها شطر الشهادة 
.. لا إله إلا الله محمد رسول الله ..
فالتوحيد يحصل بشطري الشهادة معا 
فجزء الشهادة الأول خاص بالله بإقرار الألوهية وجزء الشهادة الثاني إقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم  .
وهذا اجتهاد إمام عظيم من أئمة الإسلام وهو من القرون الأولى فمن كان الحلف باسمه ينعقد أفلا يكون التوسل به جائزا ؟
وحديث الأعمى ألا يُؤخَذ به ؟
وقد أقسم الله تعالى بحياته صلوات ربي وسلامه عليه فقال جل جلالهُ في سورة الحجر:
(لَعمركَ إنهم لَفي سكرتهم يَعمهون)
وقد جاء في تفسير الطَّبري : عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون) قال: ما حلفَ الله بحياة أحد إلّا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم . وذلك لرفعة جاهه ومقامه عند ربه سبحانه.
وفي تفسير إبن كثير يقول: أقسمَ الله بحياة نبيه وفي هذا مقام رفيع وتشريف وجاه عريض. فكيف لا نعظِّم مَن عظَّمهُ الله وكيف لا نتوسَّل بجاهِ مَن قد توسَّل به أبونا آدم عليه السلام ليغفر لهُ الله ذنبه وذلك حين قد رأى إسم محمد رسول الله مكتوبا على ساق عرش الله وعلى أبواب الجنان الثمانية وعلى كل ورقة من أوراق أشجار الجنّة فعلمَ أنهُ أكرم خلق الله على الله وأحبهم إلى الله وأعظمهم جاها عند الله وأعلاهم مقاما ومنزلة في حضرة الله تعالى.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 7 شخص بتأييد الإجابة
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٣ يوليو ٢٠٢٠
قبل ٥ سنوات
التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز ومحرم ، كأن يقول الإنسان ( اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا، وكذا؛ ) وذلك لأن الوسيلة لا تكون وسيلة إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود ؛ وجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالنسبة للداعي ليس له أثر في حصول المقصود؛ وإذا لم يكن له أثر لم يكن سبباً صحيحاً؛ والله - عز وجل - لا يدعى إلا بما يكون سبباً صحيحاً له أثر في حصول المطلوب؛
- فجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو مما يختص به النبي وحده فقط ، وهو مما يكون منقبة له وحده . أما نحن فلسنا ننتفع بذلك؛ وإنما ننتفع بالإيمان بالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومحبته؛
- فالجائز أن نقول : ( اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبرسولك كذا، وكذا ) بدلاً من أن يقول: أسألك بجاه نبيك.

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة