هل يجوز إهداء ثواب ختم القرآن الكريم للأحياء

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٤ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين ، فبعضهم منع وبعضهم أجاز ، والأولى بدل هبة ثواب الختمة هو الدعاء لهم في هذه الختمة والحرص على وجودهم فيها بحيث ينالون بركة القرآن والختم والدعاء ، فهذا ينفعهم بالإجماع وهو الوارد في النصوص الشرعية ، أما هبة ثواب القرآن للحي فلم يرد فيها نص بخصوصها ولم يعرف عن الصحابة والتابعين .

أما توضيح مذاهب العلماء في المسألة فكما يلي :

للعلماء في جواز إهداء ثواب قراءة القرآن للحي مذهبان رئيسان :

المذهب الأول : جواز هذا الإهداء للحي ، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة .

قال الكاساني - أحد علماء الحنفية - في كتابه  بدائع الصنائع " من صام أو تصدق أو صلى وجعل ثوابه لغيره من الأموات أو الأحياء جاز ويصل ثوابها إليهم عند أهل السنة والجماعة".

وجاء في كتاب كشاف القناع للحنابلة "وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابه أو بعضها كالنصف والثلث والربع لمسلم حي أو ميت جاز". 

ودليلهم هو القياس على النصوص الشرعية التي ورد فيها جواز الحج أو الصدقة أو الصيام عن الغير .

المذهب الثاني : عدم جواز الإهداء سواء للحي أو الميت ، وهذا مذهب الشافعية والمالكية.

ودليلهم عدم ورود الدليل بمثل هذا الفعل والقاعدة القرآنية ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ).

وكما قلنا في بداية الجواب : لم يرد نص بخصوص مثل هذا الفعل عن النبي أو الصحابة والتابعين ، والحي يختلف عن الميت ، فالحي يستطيع أن ينفع نفسه ويؤدي العبادات ، بخلاف الميت الذي صار يحتاج إلى من يتذكره بعد موته ، والنصوص في هبة الثواب عن الغير إنما جاءت بشأن الميت العاجز ، فقياس الحي عليه قياس مع الفارق .

فالأفضل أن تحرص على ما وردت النصوص بجوازه وهو الدعاء لهما ونحوه من الأمور ، وإن كان لو أهديت ثواب العمل لهذا الحي كوالدة ونحوها نرجو من الله أن يثيبك ويثيبها على ذلك فأنت من حسناتها .

والله أعلم  

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة