هل يجوز أن يحدد المسلم لنفسه ورداً يومياً من التسبيح والاستغفار

نعم يجوز له ذلك بل يشرع وهذا من الأذكار والأوراد المأثورة عن النبي عليه السلام صباحاً ومساءً.

فمن أذكار الصباح والمساء التسبيح مائة مرة كما في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ )(رواه مسلم). 

فمن المستحب للمسلم أن يسبح الله مائة مرة في الصباح ومائة مرة في المساء ، ولو زاد على هذا العدد فهو جائز ، وليس عدد المائة تحديد لا تجوز الزيادة عليه بدليل قول النبي عليه السلام ( أو زاد على ذلك) ، فمن زاد على عدد المائة فهو مشروع بنص حديث النبي عليه السلام 

فلو جعل المسلم لنفسه ورداً من التسبيح مائتين تسبيحة مثلاً صباحاً ومائتين مساءً فهو جائز ويؤجر عليه وما زاد فهو أفضل وأكثر أجراً، بشرط ألا يعتقد سنية عدد غير منصوص عليه ويعتقد لهذا العدد فضيلة معينة، فيدخل حينها في البدعة وذلك باستحباب عدد معين دون غيره واعتقاد فضيلة لهذا العدد، فمثل هذا لا يجوز .

ومثل ذلك الاستغفار فقد جاء في الحديث عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: "جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلا اسْتَغْفَرْتُ الله فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ" (رواه الطبراني) 

فالاستغفار مئة مرة من أذكار الصباح، ولو حافظ المسلم على ورد معين من الاستغفار زائدِ على ذلك فهو مشروع لعموم قوله تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارأ ) ،وعموم أمره عليه السلام بالاستغفار كقوله ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة ) .

فالخلاصة مشروعية جعل المسلم لنفسه ورداً من التسيح والاستغفار كما في أذكار الصباج والمساء ولو زاد على ذلك فهو حسن ، بشرط عدم اعتقاد فضيلة عدد معين دون غيره ما لم يرد فيه نص .

ولله أعلم