هل يجوز أن أدعو الله أن أتزوج من شخص معين وهو متزوج وفي صيغة دعائي أدعو الله أن يكون زوجي لوحدي؟

1 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٣ أكتوبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه أنس رضي الله عنه:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) أي أن هذا الحب واجب من واجبات الإيمان وإن فُقِدَ فقد نقص الإيمان. وكما أنك تحبين لنفسك الستر والاقتران بهذا الرجل فيجب أن تحبي الأمر ذاته لغيرك من أهل الإسلام والإيمان وزوجة هذا الرجل هي أختك في الإسلام فكيف تدعين لنفسك بهذا الأمر الذي ترغبين به وربما تحلمين ليل نهار بتحقّقه وفي نفس الوقت يتضمَّن دعائك حرمان هذه الأخت المسلمة من هذا الحق؟
ثمَّ أنها هي زوجته قبلك فإن رضيت بأن تكوني زوجة ثانية فعليك أن تتقبَّلي هذا الأمر وأن لا تسعي في خراب بيتها وفقدانها لزوجها ولحياتها الزوجية.
ولو راجعتِ نفسك فستجدين أنَّ في دعائك هذا ظلمٌ وأنانية فكيف تطلبين لنفسك وفي الوقت ذاته تحرمين غيركِ؟
ولكن لو دعوتِ من قلبك بأنَّ الله يسعد هذا الرجل وزوجته وتمنيت لهما الخير والسعادة من قلبك وفي نفس الوقت دعوتِ لنفسك بأن يرزقك الله زوجا صالحا مرضيّاً تجدين معه الحياة الطيبة الهنية وتعيشين معه في مودة ومحبة حقيقية فإنَّ الله تعالى سيعطيك على حسن نيتك ويختار لك ما هو خيرٌ لكِ.
وليس بالضروري أن تُحدّدي الشخص فأنت لا تعلمين إن كان هذا الرجل مناسباً لك أو كنت ستسعدي بالحياة معه..دعي هذه التفاصيل لله اتركي الأمر لله ودعيه سبحانه يختار لك ما هو خير لك في علمه الذي قد أحاط بكل شيء..
وكما قال تعالى في كتابه الكريم:
{ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
وإن كنت داعيةً ربك فادعي لنفسك بالخير ولغيرك ولا تبني سعادتك على تعاسة الآخرين فإنَّ الله تعالى مُطَّلع على السرائر والنوايا فلا تخفى عليه خافية سبحانه وتعالى.      

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة