هل يجب على كل إنسان أن يتزوج؟

بعض الشباب يرفضون فكرة الزواج، وبعض الشابات لا يرغبن بالزواج فيرفضون من يتقدم لخطبتهن، لأسباب عدة بعضها شخصية وبعضها اجتماعية.

يتعرض موضوع الزواج للكثير من النقد، الكثير من الأشخاص تزوجوا و شعروا بأنهم تورطوا، وآخرون لم يتزوجوا ولكن عرفوا الكثير عنه فامتنعوا عنه، فالفتاة العزباء مثلا ترى أن أخواتها المتزوجات يعانين مشاكل في الزواج، أو يرى الشخص بعض الأزمات التي تحصل ما بين أمه و أبوه، ويتساءل عن سبب تورط أصدقائه بإنجاب عدد من الأطفال رغم عدم قدرتهم على الرعاية وتحمل المسؤولية، فيصاب بحالة يأس و إحباط.

في الحقيقة يجب علينا أن نعرف الهدف الأساسي من الزواج، ولو رجعنا بالزمن الى آلاف السنين سنجد أن البشرية لم تبدأ بالزواج، و أننا خلقنا على هذه الأرض كأفراد، ومن ثم تطورت البشرية وحضرت فكرة الزواج. كان الأفراد يمارسون الجنس بشكل عشوائي مثل كل الثديات والحيوانات، وتطلب الأمر وقتا منذ أن كان رجل الكهف صيادا حيث لم تكن فكرة الزواج حاضرة بعد.

وعندما انتقل الإنسان الأول من مرحلة الصيد الى عصر الزراعة، تغيرت الظروف، ويذكر في بعض الأبحاث التاريخية أن الزواج بدأ اساسا كفكرة تبادل المصلحة، ولازالت الفكرة موجودة بصورة ما حتى الآن، فتجد الفتاة تود الزواج من شخص تشترط أن يكون ثريا، ليحسن لها حياتها وأمورها، أو أن يقول الشاب ارغب بالزواج بشرط أن تكون الفتاة ابنة عائلة ليكون لها جاها ليصل من خلالها إلى مكانة معينة، أي الزواج لمصلحة، لكن فكرة هذا المصلحة الآن في أيامنا هذه لا تعتبر فكرة أساسية وواضحة، رغم أنها كانت في يوم ما هي الهدف الأساسي والرئيسي والواضح من الزواج.

قديما كان التواصل الجنسي يتم بدون عاطفة أو ترابط أو حب بين البشر ، والتطور الذي حصل بعد ذلك، كان بسبب تكون أنوية المجتمعات و القبائل الصغيرة، من أفراد لا يتعدى عددهم الثلاثين فردا، وكانت هذه القبائل تود السيطرة على قبائل أخرى، كما حصل أيام كليوباترا، حيث أصبحت تتم اتفاقيات ومعاهدات بين القبائل أو بين الدول والزواج هو أحد بنود هذه الاتفاقية، وكان الزواج عبارة عن صورة من صور المقايضة وتبادل المصالح. فزواج فرد من أحد القبائل بفرد آخر من القبيلة الثانية، يعني أنه أصبحت هناك بينهم مصالح متبادلة، فلا يصح هجوم قبيلة على أخرى، ولا يجوز الاعتداء على أراضي أو حصاد القبيلة او الدولة الأخرى. وكأن الزواج هو صورة من صور الحماية للفرد و لمجموعته من الآخرين عن طريق تشكيل رابط قوي بينهم.

يقال أنه في مرحلة التطور من مرحلة الصيد الى مرحلة الزراعة، بدأت تنتشر بين البشر بعض الأمراض المتناقلة جنسيا، وحينها لزم أن يلتزم الذكر بزوجة واحدة أو اتصال جسدي مع شخص واحد بين رجل واحد وامرأة واحدة، وذلك في سبيل حصر الأمراض و المحافظة على الصحة بشكل أفضل،  كما أنه تاريخيا يقال أن المرأة كانت تنجب الأطفال وتلتصق بهم وتعتني بهم، أما الرجل فكان يمارس العملية الجنسية ويذهب بدون التزام مع امرأة أو مع أطفال، مما دفع بالمرأة أن تطلب الحماية لها ولأطفالها وذلك بإلزام الرجل فيهم ولذلك كان يتم الزواج.

أما الآن فنجد اشخاصا يرغبون بالزواج لأسباب عدة، وآخرون لا يرغبون به أيضا لأسباب عدة، ومن لا يرغب بالزواج هو شخص يشعر بأنه لا يمتلك المؤهلات اللازمة، وغير جاهز نفسيا ولا شعوريا ولا فكريا وبالتالي يعلم أنه غير قادر على خوض تجربة الارتباط بالزواج. بينما شخص آخر تجده يؤمن بالزواج، ويود تكوين أسرة، وتجده مؤهل ومستعد نفسيا وماديا وفكريا لأن يعيش في هذه الدائرة. اذا ليست صفة حب الارتباط موجودة عند الجميع، والاختلاف أمر طبيعي، ومن المفترض أن يقوم كل منا بما يجده مناسبا له. 





 

لا فكل شخص حر بنفسه فالزواج ليس بلعبه وليس بعادات وتقاليد الزواج هو عباره عن حياه ستعيشها كل يوم فانت من تختار شريك حياتك وانت من تقبل بالزواج منه وانت من ترفض وانت من تختار شخص تعرفه حق المعرفه حتى تشاركه حياتك وتتزوجه

لماذا لا نسأل هل يمكن للإنسان ألا يتزوج؟

ومن ثم يكون الجواب، نعم.
أي يمكن للإنسان أن يبقى وحيدا دون شريك حياة، إذا استطاع أن يبقى دون زواج فلن يفنى أو تنتهي حياته، لكنه سوف يفوته الشيء الكثير وسوف يحيد عن الطبيعة التي خلقه الله عليها، وسوف يخالف سنة نبينا الكريم.

 وله أن يختار إذا كان بيده الاختيار، لأن الإنسان الذي خلقه الله وصوره أودع فيه أمور فطرية وجبله عليها لا يمكن الا ان يفعلها فهي في بنيته وبنائه ولا يمكن له الاستغناء عنها أو الهروب منها أو الحياد عنها، فيشكل ذبذبات خارج عن الفطرة، شاذة، سرعان ما يتخلى عنها ويتبرأ منها ويرجع إلى فطرته السليمة التي أودعها الله فيه.

نعم بالتأكيد