هل يجب إزالة شعر العانة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٣٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هو سنة مستحبة في الأصل وليس بواجب إلا في حالتين:

الحالة الأولى: إذا طال الشعر كثيراً حتى فحش وصار مكاناً لتجمع النجاسات،
فيجب حلقه وإزالته تنظيفاً للموضع من النجاسة، من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

فإن إزالة النجاسة شرط من شروط صحة الصلاة، وما دام أن هذا وجود الشعر في هذا الموضع صار مظنة لتجمع النجاسات فإن إزالة هذا الشعر حينها صارت واجبة لصحة الصلاة.

الحالة الثانية: إذا تجاوز الأربعين يوماً من آخر مرة حلق فيها، لما روى مسلم في صحيحه عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

قال بعض العلماء: فمن تجاوز مدة أربعين يوماً دون حلقها فقد خالف هدي النبي عليه الصلاة والسلام وتوقيته للصحابة وهذا لا يجوز فيعد آثماً، كما قال الإمام الشوكاني "المختار أنه يضبط بالأربعين التي ضبط بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز تجاوزها".
ولكن هذا الوجوب في حق من يطول شعره، أما إذا لم يكن ينبت له شعر في الموضع أو هو قصير جداً فلا يتجه عليه الوجوب لعدم المقتضي لذلك.

والأصل أن إزالة هذا الشعر من سنن الفطرة التي حث عليها الإسلام كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ.)

وفي الحديث الآخر المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مِنْ الْفِطْرَةِ: حَلْقُ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).

والاستحداد هو نفسه حلق شعر العانة.

وهذه السنة تتطابق مع الفطرة والعقل والصحة كما قال ابن حجر رحمه الله عنها أن فيها (مَصَالِح دِينِيَّة وَدُنْيَوِيَّة، تُدْرَك بِالتَّتَبُّعِ، مِنْهَا: تَحْسِين الْهَيْئَة، وَتَنْظِيف الْبَدَن جُمْلَة وَتَفْصِيلًا، وَالِاحْتِيَاط لِلطَّهَارَتَيْنِ، وَالْإِحْسَان إِلَى الْمُخَالَط وَالْمُقَارَن بِكَفٍّ مَا يَتَأَذَّى بِهِ مِنْ رَائِحَة كَرِيهَة، وَمُخَالَفَة شِعَار الْكُفَّار مِنْ الْمَجُوس وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَعُبَّاد الْأَوْثَان، وَامْتِثَال أَمْر الشَّارِع)،

فتركها إنما هي من العادات القبيحة التي دخلت على المسلمين من الكفار الذين ما تركوا شيئاً شاذاً إلا فعلوه، حتى صاروا يتفاخرون بترك هذا الشعر، وهذا من أشد القبح وأفحشه.

والله أعلم