نعم الغيرة وحسب علماء النفس هي عاطفة طبيعية لا بد من وجودها عند المرأة وعند غيرها فهي سبب في الحفاظ على الروابط الاجتماعية وتحفز على الانخراط في السلوكيات التي تحافظ على العلاقات المهمة.
ويمكن القول بأن الغيرة الصحية هو القدر الذي لا بد أن يظهر عن المرأة، وفي حال أصبحت الغيرة سبب في ظهور المشكلات وفقدان الثقة فهنا يمكن القول بأن المرأة وصلت للحد المبالغ فيه في الغيرة.
وتشمل الغيرة الصحية، الشعور بعدم الكفاءة في بعض الأمور أو التدني البسيط في تقدير الذات، والشعور بمقدار بسيط من الغضب، ارتباك داخلي. غالبًا ما ينظر لهذه السمات على أنها صحية لكن عندما تقترن بطريقة تعامل وبدرجة تعامل مناسبة، ففي حال ظهرت سمة عدم الكفاءة أو تدني احترام الذات بطريقة كبيرة وبطريقة تعامل غير مناسبة فهنا الغيرة انتقلت للمستوى الخطير الغير مقبول، فالتصرف بطريقة عدوانية أو إصدار الأحكام الخاطئة أو قطع العلاقات بناء على هذه الغير أمر غير مقبول، وفي المقابل عندما تكون هذه المشاعر سبب في تشكل الحافز للعمل والتغير من النفس والذات بالنسبة للمرأة فهي مقبولة ولازمه.
ومن أهم الفوائد لغيره المرأة على الشريك؛ إعطاء الشريك الانتباه الأكبر، والعمل على تغير النفس للأفضل بما يتسق مع ما لدى الشريك من نظرة، تعميق مشاعر الحب، تعزز مشاعر الإخلاص والوفاء.
ومن الأمور التي تساعد المرأة على أن تبقى ضمن مستوى الغيرة الصحي، أن تتحكم بما لديها من مشاعر، وتبتعد عن تجاهل مشاعر الغيرة لأن تجاهل المشاعر سبب في انفجارها لاحقًا وسبب في إحداث مشكلات منها تفكك العلاقات، ومن الأمور التي تساعد على التحكم بالمشاعر: تقييم المشاعر إن تقييم المشاعر ضمن المواقف المختلفة سبب في اتخاذ قرارات حول كيفية التعامل معها بالطريقة المناسبة وبهدوء وبعقلانية.
ومن ناحية أخرى ينظر للغيرة على أنها علامة للشعور بالأمان حيث بغيره المرأة يتم الحوار مع الزوج حول مواضع الشعور بالتهديد والذي ينتج عنه اتفاق من كلا الزوجين لإيجاد حل مناسب يلتزم به كلا الطرفين، مما يشعرهم بالأمن وبأن علاقتهم محمية من أي تهديد.
ومن أنواع الخير الغير صحية والتي لا بد أن تبتعد عنها المرأة الغيرة التي تهدف لإلحاق الأذى بمشاعر الشريك لتشعر هي بالتحسن أو الغيرة التي تهدف للتحكم في الشريك أو التي هي سبب في إصدار التهديدات بما يتعلق بالعلاقة، فهذه الغيرة الغير صحية هي وحسب الدراسات دلالة على العلاقة الغير صحية.
غالبًا ما يتم النظر للغيرة الغير صحية على أنها سبب لوجود مشكلات لا بد من حلها لدى المرأة وهي:
- عدم الشعور بالأمن العاطفي، فقد تشعر بأنها غير محبوبة من قبل الزوج.
- وجود نشاط فكري يجعل التخيل لدى المرأة سبب في الاقتناع بتخيلات غير موجودة، إما لوجود خبرات سابقة أو لأن السمة الشخصية للمرأة سلبية.
- عدم الثقة بالنفس وبالشريك.
ومن أهم عواقب الغيرة الغير صحية؛ الشعور بالاستياء واليأس من العلاقة، وجود أعراض جسدية تتمثل بالدوران والاكتئاب وصعوبة النوم نتيجة التوتر العالي، تدمير العلاقات وفشلها.
أما بما يتعلق بعدم غيرة المرأة فهذا الأمر قد يعود لأسباب عدة منها طبيعة العلاقة فقد لا تشعر المرأة بالغير في العلاقة لأنها لا تشعر بعمق العلاقة بينها وبين الشريك، حيث ترتبط الغيرة بالنسبة لها بمفهوم معين لم يتوفر ضمن العلاقة القائمة.
فلا يوجد أي شخص لا يشعر بالغيرة ولو بالقدر البسيط وللظروف المحيطة دور في إظهار الغيرة أو لا. وقد تكون مسببات الغيرة لدى المرأة غيرها التي لدى الشريك مما قد يشعره بأنها لا تظهر الغيرة، ومن هنا يمكن القول بأن مفهوم الغيرة نسبي ومختلف من شخص لآخر.
وبنسبة للعامل الجيني فهنالك دراسات أشارت إلى أن تلك الاختلافات في مستويات الغيرة من المحتمل أن تكون وراثية، إلا أن العامل الجيني وبكل الأحوال لا يمكن أن يقوم بدوره إلا بالحد الأدنى خاصة في حال غياب العوامل المؤثرة، وحتى أوضح الأمر أكثر وحتى يكون في متناول فهم الجميع أن عامل الذكاء هو عامل جيني إلا أننا غير قادرين على رؤية الذكاء دون وجود عوامل تطور هذا الذكاء وعليه غياب الغيرة وإن كان لسبب جيني إلا أن وجود عوامل محيطه مكتسبة سترفع من قدر الاستجابة، ففي نهاية الأمر الغيرة شعور مكتسب على الرغم من وجد جين مسؤول عنه في التكوين الجسدي.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أننا بلا استثناء لدينا مشاعر غيرة بالرغم من اختلاف جنسنا، وهي ضورويه وواجبه بقدر معقول عندما يكون الهدف منها إظهار الحب والإخلاص والتعبير عن المشاعر، وهي بمثابة الجحيم عندما تكون خانقة مقديه للطرف الآخرة مصدره لسلوكيات الكذب والتهرب من قبل الطرف الآخر للتملص من الأثر السلبي للغيرة، وهي وفي حال عدم ظهورها لا يعد خللًا نفسيًا أو جينيًا وإنما خللًا مفاهيميًا أو عقديًا تصوريًا.
المصدر:
- what is healthy jealousy
- overcome jealousy in your marriage
- Some People Truly Don’t Feel Jealousy
- Jealousy: Is it in Our Genes