ماء زمزم ماء مبارك كما هو معروف وقد روي في الحديث (ماء زمزم لما شرب له)، وكان السلف يحرصون على شربه للاستشفاء من أمراض القلوب أو أمراض الأبدان، ويتحرون الدعاء شربه ويرجون بركته واستجابة الدعاء.
وماء زمزم يحتفظ ببركته وخصائصه سواء كان داخل مكة أو خارجها، شرب فيها أو شرب خارجها، ولو حفظ في العبوات فإنه يحتفظ كذلك بخصائصه وبركته، وليس من شرط بركته أن يشرب في مكة مباشرة من بئر زمزم.
والدليل على ذلك: ما روي عن عائشة رضي الله عنها " أنها حملت من ماء زمزم في القوارير للمرضى وقالت: حمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في الأدواء والقرب، وكان يصبه على المرضى، ويسقيهم ".
فحملها له في القوارير دليل أنه يحتفظ بخصائصه في العبوات، وحمله من مكة إلى المدينة دليل أنه يحتفظ بخصائصه عند نقله، خاصة أنها كانت تستخدمه للاستشفاء.
وكذلك روي أن رسول الله طلب من سهيل بن عمرو أن يهدي له من ماء مزم قبل فتح مكة.
واتفق أهل العلم على جواز نقل ماء زمزم وأنه يحتفظ ببركته بعد نقله كما ذكروا ذلك في كتب الفقه.
ومما روي في كيفية شرب ماء زمزم ما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه يسن لشاربه أن يستقبل القبلة ويسمي ويتنفس ثلاثا ثم يتضلع من ماء زمزم يعني يشرب حتى تمتلئ بها ضلوعه ولا يقدر على مزيد.
وروي عن ابن عباس أنه كان يدعو: اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء.
والله أعلم