-الوسواس: هو حالة نفسية تجعل الفرد دائم الخوف والتوتر، كثير التفكير بأمور تزعج حياته.
- وكثير منا يفكر بالموت وكيف ستكون حياته بعد الموت وخصوصا بالقبر.
- ونقول لك بأن التفكير في الموت أمر طبيعي عند الإنسان، إلا أن التفكير المفرط فيه يمكن أن يسبب لك حالة من القلق والخوف الدائم.
- ولكي تطمئن بذلك اقرأ هذا الحديث الشريف قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هادم اللَّذات: وهو الموت.) فهنا يحثنا النبي عليه الصلاة والسلام بتذكر الموت.
لأن الغفلة عن الموت وعما بعد الموت من أسباب الطُّغيان والفساد والاستمرار في الشر والفسق.
-ولأن تذكر الموت وما بعده من أسباب التوبة والصلاح، والإقلاع عن المعاصي وترقيق القلب والاستعداد للآخرة.
- ولكن لا يكون التفكير بالموت بصورة مفرطة كما تحدثنا، واعلم بأنك إذا التزمت بالإذكارات وبجميع العبادات وحافظت على صلاتك وداومت على قراءة القرآن وذكر الله، فكما قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) فستشعر بأن هذه الوساوس قد انصرفت عنك، ويجب أن تفكر دائما بالإيجابيات في حياتك، وأن تعلم بأن الله رحيم بعباده يحب إقبال العبد إليه.
- كما يجب عليك أن تعلم بأمر أجلك لا يعلمه إلا الله تعالى، ولذلك قالوا الأجل يحمينا من الموت، لأنه لن تموت نفس قبل معيادها، كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (هَلُمُّوا إِليَّ. فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا، فقال: هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي: إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا، فاتَّقُوا اللهَ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه) صححه الألباني.
-قال المناوي في شرح الحديث: إن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها. الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها فلا وجه للوله والتعب والحرص والنصب إلا عن شك في الوعد، وتستوعب رزقها كذلك فإنه سبحانه وتعالى قسم الرزق وقدره لكل أحد بحسب إرادته لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص بحسب علمه القديم الأزلي، ولهذا سئل حكيم عن الرزق، فقال: إن قسم فلا تعجل، وإن لم يقسم فلا تتعب (فاتقوا الله) أي ثقوا بضمانه، لكنه أمرنا تعبداً بطلبه من حله فلهذا قال: وأجملوا في الطلب. بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة بغير كد ولا حرص ولا تهافت على الحرام، والشبهات (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) أي حصوله (أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره (إلا بطاعته).
- أما علاج هذه الوسوسة فيتلخص بالنقاط التالية:
أولاً: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقطع الاسترسال والتعاطي مع الوسواس.
ثانياً: راجعي القرآن الكريم وحافظي على الصلوات وأذكار اليوم م والليلة، وأكثري من الأعمال الصالحة، وكثفي في الأيام المقبلة من التحرك وزيارة زميلاتك الصالحات، واطلبي منهن زيارتك كي تخرجي من أجواء الوسواس،
ثالثاً: لا تختلي بنفس في غرفة مستقلة، بل عيشي مع أخواتك -إن كان لك أخوات-، وإذا جاءك الوسواس فاستعيذي بالله منه قائلة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، ولا تسترسلي معه ولا تصغي لوساوسه بل خالفيه، ولا تتناقشي معه، واقطعي الاستجابة له، فإن فعلت ذلك فما هي إلا أيام يسيرة وسينخنس عنك -بإذن الله-.
رابعاً: عليك برقية نفسك صباحا ومساء بالمعوذات وسورة الإخلاص وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وما تيسر من الأدعية النبوية، والتضرع بالدعاء بين يدي الله وأنت ساجدة أن يرفع عنك هذا الابتلاء، وكوني على يقين أن الله سيستجيب دعاءك.
خامساً: فإذا استمر معك هذا الوسواس رغم كل ما سبق فلا بد من زيارة الطبيب النفساني، فالعلاج الدوائي والسلوكي نافع في مثل هذه الحالة.