نتفق جميعا أن النجاح لا يمكن أن يأتي من فراغ, بل من خلال عادات نبنيها داخلنا ,و خبرات نحاول اكتسابها ,و جبال نتسلقها بكامل قوتنا كي نصل أخيرا إلى قمة الجبل.
في الوقت نفسه يجب أن نتفق أن الفشل لا يأتي من فراغ أيضا , إنما حين نقرر التزحلق من أعلى الجبل إلى قاعه, أيضا من خلال عادات نبنيها داخلنا, لنقول بعد ذلك أننا فشلنا .
هل قرأت كتاب العادات العشر للأشخاص الأكثر فشلاً؟
أعلم انك لم تقرأه لانه غير موجود،لكننا سنكتبه معا الآن و نقرأه معا.
فلنبدأ:
العادة الأولى: ابدأ من الداخل
لأن النجاح يبدأ من داخلنا،فدعنا نبدأ رحلة الفشل من الداخل أيضا.
لا تؤمن بنفسك،و إياك أن تظن أنك تستطيع،كما أنك لا تملك مهارات وقدرات مميزة, ولست موجود أصلا.
إن فعلت ذلك و أقنعت نفسك به,تكون قد وقَّعت ورقة ضمان الفشل من الآن
(لن تتواجد على كوكب بهذه الدقة عبثاً .. آمن بأهمية دورك و أديه على أكمل وجه)
العادة الثانية:احترم الباب أكثر من احترامك لنفسك
يتميز الأشخاص الأكثر فشلا بأنهم لا يَثِقون بأنفسهم ولا يقدِّرونها ولا يفهمونها ولا يسعون لذلك أصلا, و لكنهم يُقدِّرون الباب و يشعرون بأهميته أكثر من شعورهم بأهمية أنفسهم على هذا الكوكب.
(لا يمكن و يستحيل ... لواثق أن يفشل)
العادة الثالثة:لا للتجارب و المحاولات
هذا شعار يردده كبار الفاشلين. فهم يتجنبون خوض التجارب و كل ما هو جديد،لا يَتخلَّون عن تلك المنطقة التي اعتادوا عليها و التي يشعرون بداخلها بالأمان،حتى لو كان ما ينتظرهم خارجها أفضل،لأنهم يعلمون أن ذلك بحاجة الى جهد, و الفاشلون غير مستعدين لبذل أي جهد.
(و ما نجاحاتنا إلا خلاصة تجاربنا... و جرأتنا على اختيار الخيار الأصعب)
العادة الرابعة:تجاهل الأخطاء
لديهم قناعة قد تكون غريبة جدا لأي شخص ناجح يشبهني و يشبهك تقول:الأخطاء لم توجد كي نتعلم منها و نصبح أشخاص أفضل, ولا كي نعلم أين هي نقاط القوة و الضعف لدينا, إنما هي موجودة كي تشعرنا أننا بلا جدوى ولا نصلح لأي شيء .
(إدراكك للخطأ و فهمه هو فقط ما يجعلك تتجاوز الأخطاء ..إياك أن تتجاهل)
العادة الخامسة:ضع هدفا..لكن بشرط
إن كنت تظن أن الفاشلون لا يضعون أهداف فأنت مخطئ تماما,هم ملوك وضع الأهداف و تكون أغلبها مثالية و خارقة للعادة,و تخيل أنهم يبدؤون بالعمل عليها,لكن بشرط أن يتوقفوا عند أول مطب أو أول حاجز،سرعان ما يشتاقوا لمنقطة الراحة سرعان ما تتحول أحلامهم إلى مجرد كلام.
(لا يكفي أن نضع هدفا لا يكفي أن نحلم .. يجب أن نحترم هذه الأهداف و الأحلام و أن نضحي براحتنا من أجلها)
العادة السادسة:اسلك طريق غير مقتنع به
سلوكك لطريق أنت غير مقتنع به و لا يعبِّر عنك سواء من الداخل أو الخارج، عليك التأكد من البداية أن طريقك هذا غير نافذ و انك ستعود أدراجك من حيث بدأت تماما.
هذا ما يفعله الفاشلون يتَبَنَّون طرق لا تشبههم ولا ينتمون لها لمجرد أن فلان اتبعها و نجح, فكما أخبرتك هم لا ينتمون إلى أنفسهم.
(دعك من كل ما هو بعيد عنك.. نجاحك في أن تنتمي لنفسك لأفكارك وما تؤمن به)
العادة السابعة: اصنع مئة حجة
عندما يقع الفاشلون بخطأ ما,لا يمكن أن يعترفوا بخطئهم ولا تحليله و معرفة أسبابه أبدا, إنما ينكرونه و يبررون ذلك بمائة حجة, كلها تثبت أن الكون متآمر عليهم و الناس تكرههم و تخشى من نجاحهم .
(لا يذكر التاريخ أن هناك من برر نجاحه .. فقط الفاشل من يبرر و يستمر بالتبرير)
العادة الثامنة:قراءة قصص الناجح
ليس كما تظن ليس بغرض تحفيز الذات أو محاولة الوصول إلى ما يريدونه, إنما لإجراء مقارنات غير منطقية بينه و بين الشخص الناجح, و تنتهي هذه المقارنة بكرهه لهذا الشخص,و كرهه لنفسه, ثم يردد جملته المشهورة "أنا بستاهل أكتر منو"
(مقارنتك لنفسك مع أي شخص أخر ظلم له ولك.. لكل منكم قصة وطريق)
العادة التاسعة:الإصرار
أيضا أرجوك لا تسيء فهمي, لا أقصد إصرارهم على الوصول و تكرار المحاولة,إنما إصرارهم على النظر من زاوية واحدة غير مستعدين أبدا على تغير مسارهم،و دائما يقعون عند نفس الحفرة, أي أنهم غير مرنين و يكررون نفس الأخطاء.
**"تعلم أن تنظر دائريا بثلاثمائة و ستون درجة"**
العادة العاشرة:هذه مشيئة القدر و ما حدث ليس خطأنا
يُبرؤون أنفسهم من كامل المسؤولية,ومقتنعون تماما أن ما هم فيه خارج عن سيطرتهم.
طبعا صديقي أنا و أنت نعلم أن للقدر دور في حياتنا و هناك بعض الأمور خارجة عن إرادتنا, لكننا قدمنا أفضل ما عندنا , و حاولنا حتى ملَّت المحاولات منَّا.
لكن ما يفعله الفاشلون مختلف تماما ,هم فقط يقولون أن السبب هو القدر بلا سعي أو محاولة.
(أنت مسؤول عن نجاحك و سعادتك... حتما أنت المسؤول)
ملاحظة:أنا شخصيا لا أؤمن بوجود فشل مطلق أي لا وجود لشخص فَشِل بحياته كلها ,إنما قد يكون فَشِل بعمل شي ما, قد يكون فَشِل من جانب واحد أو زاوية معينة, و هذا لأننا لا يمكن أن ننجح بكل شيء, ولا يمكن أن نعرف كل شيء,ولا نملك قدرة على تحمل كل شيء.
هذه ليست مواساة للفاشلين وإنما حقيقة لا يمكن إنكارها.أننا نصف من هذا و نصف من ذاك.
** = اقتباس من رواية الضوء الأزرق / لحسين البرغوثي