هل من نصحية...أنا اليوم في السنة السادسة من دراسة الطب ولا أشعر بأني سأكون طبيبًا جيداً

2 إجابات
♥ لا بد أنك تعاني من مشكلة الخوف من الفشل أو ضعف بالثقة. التطبيق العلمي للطب هو موضوع حساس لكن الخوف من الخوض في تطبيق العلم الذي كنت تدرسه ليس هو الحل الأنسب. هذه المشكلة يعاني الكثير من الطلاب منها عند التخرج أو التقديم للوظائف ويطرحون على نفسهم سؤال" هل أنا استحق هذه الوظيفة؟ هل سأستطيع القيام بالأعمال التي تُطلب مني؟ هل ما درسته على علاقة مع مجال العمل الذي أنا على وشك الخوض به؟"

♥ لقد بذلت مجهوداً للوصول لهذه السنة وربما تخاف من فكرة أنك لم تستفد حقاً من الست سنوات السابقة وأن تعبك قد يكون ليس كافياً أو أنك قد نسيت العلم الذي كنت تتعلمه من قبل. هل تعتقد أن الذي وصلت له الآن هو سقف قدراتك. تذكر عندما في الثانوية هل كنت تتخيل ما وصلت له الآن. وأنك درست تخصصاً من أهم التخصصات ومن أصعبها. فلماذا لن تسطيع المضي بالمرحلة التالية.

♥ لكن السؤال الذي سأطرحه هنا هو كيف علمت أنك لن تكون طبيباً جيداً قبل أن تجرب العمل؟من ناحية التشكك فالتجربة دائماً خير برهان. وحتى لو لم تكن النتائج ترضيك، فأنت مستمر بالتجربة فأنت على طريق الوصول لنتائج أفضل.

♥ يمكنك سؤال الأطباء من حولك بالمستشفى عن مخاوفك. خصوصاً أهل الخبرة في مجال الطب عن بداياتهم في العمل الحقيقي ومخاوفهم وكيف ينظرون لأنفسهم القديمة. ستجد أغلبهم عانوا من هذه المشكلة وتجاوزوها من دون أن يلاحظوا.

♥ التعلم والدراسة عملية مستمرة. تخصص الطب من التخصصات الذي يبقى فيها الشخص طالباً للعلم وساعياً لمواكبة أحدث نتائج الأبحاث لتحسين كفاءة العمل وتقديم أفضل ما عنده لمعالجة المرضى.

♥ استبدل الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية. يمكنك السيطرة على أفكارك السلبية ومشاعرك حسب علم النفس. قد تكون هذه العوامل هي التي تعمل على ضياع مستقبلك لأن أفكارك حول نفسك قد تصبح أنت فيما بعد فأحسن اختيار أفكارك. 

♥الخوف والشعور بالعار قد يؤدي لإغلاق منافذ التعلم. سيطر على مشاعرك واستبدلها بمشاعر الفضول والحماس للخوض بالتجربة الجديدة. قد يكون خوفك سببه صفة الأمانة بالعمل لكن يجب التعبير عن الأمانة بتقديم أفضل ما عندك وليس تجنب فعل أي شيء. ومبارك تخرجك.  

profile/صابرين-محمد-المشوخي
صابرين محمد المشوخي
بكالوريوس في تربية خاصة (٢٠٠٨-٢٠١١)
.
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
يعيدني هذا سنين إلى الوراء عندما كنت في السنة الأولى من كلية الطب، وسؤالك عاد بي للعديد من الشباب الذين كانوا قد دخلوا كلية الطب، والجميع أو معظمهم ممن استشارني في شيء مشابه لبعض أسئلتك، من مثل:

"هل أنا الشخص المناسب لدراسة الطب؟"
"هل الطب هو الفرع المناسب؟"
"ها سأكون طبيبا ناجحا؟"
"هل سأحب ممارسة الطب بعد التخرج؟"

ويمكننا القول: إن العديد من هذه الأسئلة تشبه الأسئلة التي يطرحها طلاب الكليات الأخرى سواء العلمية والأدبية.

ويبدو أن جزء كبير من هذه الأسئلة طبيعية، أو تعتبر مرحلة طبيعية عند الشباب من هذه المرحلة العمرية، والتي تصادف إلتقاءها مع مرحلة السنوات الجامعية الأولى، حيث يحدث تغيير جذري في نمط الحياة، من تعرف على أصدقاء جدد، وربما أيضا الابتعاد عن البيت حيث يدرس الطلبة في منطقة أخرى غير منطقة الأسرة، وربما تغيرات حياتية أخرى كثيرة.

لذلك ومن خلال تخصصي في الطب النفسي، ومن الحالات الكثيرة التي رأيتها، أقول: إن من علامات نجاح الإنسان وتفوقه تأتيه بعض الأوقات التي يشك فيها في أهمية ما قدمه أو يقدمه، أو في إمكاناته، ولكنها ما هي إلا لحظات مؤقتة ويستعيد الشخص همته وحماسه للعمل، وهكذا بين هذا وذاك.

ومن الطبيعي أن تعترض حياتنا الكثير من العوامل والمواقف التي يمكن أن تشككنا في قدراتنا، أو تضعف ثقتنا بأنفسنا، كتعليق سلبي من صديق أو معلم، أو موقف صعب يتحدى إمكاناتنا، أو ظروف معيشية صعبة نقف أمامها شبه عاجزين، أو عاطفة سلبية كشيء من الاكتئاب أو الحزن يذكرنا بنقاط الضعف عندنا، وربما يضخمها فلا نعود نذكر الإيجابيات الكثيرة التي هي عندنا، وهكذا العادة في مثل هذه الحالات والمواقف تصبح نظرة الإنسان لنفسه والناس والحياة نظرة سلبية، ولا يعود يذكر من الإيجابيات شيئا.

لا أحتاج أن أذكرك هنا بالنعم الكثيرة التي أنعم بها الله عليك حتى وصلت إلى ما أنت عليه من الصفات الخـَلقية والخـُلقية والإمكانات والظروف والفرص والعون والمساعدات الكثيرة، وإنك لا شك عندما تفكرين بكل تاريخ حياتك منذ اللحظات الأولى التي تذكرينها من طفولتك وحتى الآن حيث وصلت إلى ما وصلت إليه، فإنك لاشك تجدين رعاية الله لك تحفك من كل جانب "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".

كثير من الكليات غير الجيدة أو غير المتقدمة تخرّج في كثير من الأحيان أطباء ومهندسين وغيرهما على مستوى عال من الخبرات المهنية والممارسة الأخلاقية، ومهما فعل الناس من حولنا أو لم يفعلوا، فهذا لا يعفينا من بذل جهدنا وتحمل مسؤولياتنا، بل على العكس لا بد أن نجد في هؤلاء الناس من حولنا من هو جادّ في تحصيله مثلنا، وأخلص في مساعيه مثلنا، ويتحمل مسؤولياته مثلنا، فأنا لست من أنصار فكرة أنه انعدم الخير في الناس، وكما تؤثر بعض ظروفنا بنا، فكذلك تؤثر ظروف الناس فيهم، والدنيا تتسع لهم ولنا.

فالطب كغيره من التخصصات، تحبينه رويدا رويدا وأنت تتعرفين عليه شيئا فشيئا، فالمطلوب منك هنا بعض الصبر، وبعض المثابرة، وستجدين أن أكثر راحة مع نفسك هي مع مواد الدراسة، وهذا العمل وهذه الدراسة سترفع ثقتك بنفسك، وبالتالي ستتحسن أيضا علاقاتك مع الآخرين.

وإن خوفك وترددك من أن لا تؤذي الناس كطبيب/ة لشيء صحي وطبيعي، يشير إلى طبيعتك الحساسة، ولكنه يشير أيضا إلى أنك ستكونين طالب/ة طب موفق/ة، ومن ثم طبيب/ة ناجح/ة، تنفع الناس وتخفف عنهم آلامهم ومعاناتهم بإذنه تعالى.