هل من صام رمضان دون أن يصوم النوافل يشفع له صيام رمضان؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 نعم، إذا حفظ صيامه من اللغو والرفث وصانه عن المفسدات المعنوية فيرجى أن يكون شفيعاً له في قبره ويوم القيامة ولو لم يتبعه بصيام النوافل،

وإن كان صيام النوافل يكمل النقص الحاصل فيه.


وتوضيح ذلك:أنه جاء في الأحاديث أن الصيام يحفظ صاحبه في قبره وشفع له يوم القيامة:

- فقد جاء في حفظ القرآن لصاحبه في القبر ودفاعه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إنَّ الميِّتَ إذا وُضِع في قبرِه يسمَعُ خَفْقَ نعالِهم حينَ يولُّونَ عنه، فإنْ كان مؤمنًا، كانتِ الصَّلاةُ عندَ رأسِه، وكان الصِّيامُ عن يمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عن شِمالِه، وكان فعلُ الخيراتِ مِن الصَّدقةِ، والصِّلةِ، والمعروفِ، والإحسانِ إلى النَّاسِ عندَ رِجْلَيْهِ، فيؤتى مِن قِبَلِ رأسِه، فتقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مدخلٌ، ثمَّ يؤتى عن يمينِه، فيقولُ الصِّيامُ: ما قِبَلي مدخلٌ،.."

فهذا الحديث عام في صيام الفرض وصيام النافلة ويصدق عليها،

وإن كان يظهر أن المقصود الأول منه صيام الفرض الذي هو صيام رمضان بدليل ذكر الزكاة فيه ودفعها عن صاحبها وهي فريضة فكأن النبي أراد أن يبين في هذا الحديث فضل أداء الفرائض


- وفي موقف القيامة جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ"(صحيح الترغيب).

وهذا الحديث ظاهره أنه عام في صيام الفرض وصيام النافلة أيضاً.

ولكن عليك أن تعلم أن قوة شفاعة الطاعة لصاحبها يوم القيامة إنما بحسب إخلاص العبد فيها وكمالها وسلامتها مما قد يضعفها من المفسدات،

فالصيام كما له مفسدات حسية فله مفسدات معنوية

فكما يجب أن يصوم بدنه عن الغذاء عليه أن يصوم قلبه عن الفتن والشبهات ويصوم لسانه عن الغيبة والنميمة وجوارحه عن المعاصي.

وكلما نقص إخلاصه وحفاظه على صيامه كلما ضعف عن أداء الشفاعة، ومن هنا تأتي أهمية صيام النافلة!

وذلك أن صيام النافلة يجبر النقص الذي قد يدخل على صيام الفريضة،

- كما جاء في الحديث عند أبي داود أن رسول الله قال:

"إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، قال: يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه -وهو أعلَمُ-: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟ فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه. ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم".

فصيام التطوع يجبر ما قد يصيب صيام الفرض من نقص وخلل فيقويه ويجعله أقوى على الشفاعة لصاحبه.

أما الحديث الذي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام فيه أن الله جعل لأهل الصيام بابا خاصاً اسمه باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، 

فيظهر أن هذا الباب يختص بمن جمع مع الفرض النافلة، لأنه لا يسمى الإنسان أنه من أهل عبادة ما إلا إذا أكثر منها وتميز بها، 

وصيام الفرض فقط ليس فيه تميز واختصاص فعامة المسلمين ملتزمين فيه 

والله أعلم

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة