المعقول أكثر من ذلك :
فقد نجد عالما حافظا ولا يؤمن بما يعلمه ويحفظه أو لا يقوده علمه وحفظه إلى اليقين والاطمئنان كما هو حال كثير من العلماء الذين نعاصرهم وقد بلغوا من العلم ذروته ومن الذكاء قمته ومن الحفظ منتهاه ( إن صح التعبير ) فلا يعني كل ذلك بالضرورة إيمان حامل العلم والحفظ ...
هناك فرق بين المعرفة وبين الإيمان :
فما ذكر عن إبليس من معرفة بالله وعبادة حتى كان في رتبة الملائكة فكل ذلك يعني أنه مؤمن بوجود الله لا يعني أنه آمن حق اليقين بوحدانية الله أو بألوهية الله تعالى
فلما أمره بالسجود لآدم عليه السلام انكشف داخله الأسود
والأمر الإلهي كشفه
وهكذا كل من أظهر لنا علمه لا يعني بالضرورة إيمانه والأوامر تكشف لنا حال صدق الإيمان من عدمه
ولا يشترط الغواية من غيره فهناك قسمان :
الأول : منه من تغويه نفسه مثل إبليس ومن على شاكلته من أهل الخبث
إبليس كما قال تعالى :" إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
الثاني : ومنه من يغويه غيره مثل العصاة والغافلين
وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فكل إنسان له قرين يغويه
إلا النبي فقد أمكنه الله تعالى من قرينه وأسلم فلا يأمره إلا بخير
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :"
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ " رواه مسلم