هل مِن المعقول أن "إبليس" الذى عَرِف "الله" حَقّ اليقين قَبْل خَلْق أولِ البَشَر يعصى"الله" ، ومَن الذى أغواه ، وكيف غَوَىَ إلى هذا الحَدّ ، ولِمَ لَمْ يَغْوَىَ سيدنا "محمد"؟

5 إجابات
profile/عبد-الرحيم-محمد-السفاريني
عبد الرحيم محمد السفاريني
باحث شرعي
.
١٤ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
المعقول أكثر من ذلك :
فقد نجد عالما حافظا ولا يؤمن بما يعلمه ويحفظه أو لا يقوده علمه وحفظه إلى اليقين والاطمئنان كما هو حال كثير من العلماء الذين نعاصرهم وقد بلغوا من العلم ذروته ومن الذكاء قمته ومن الحفظ منتهاه ( إن صح التعبير ) فلا يعني كل ذلك بالضرورة إيمان حامل العلم والحفظ ...

هناك فرق بين المعرفة وبين الإيمان :
فما ذكر عن إبليس من معرفة بالله وعبادة حتى كان في رتبة الملائكة فكل ذلك يعني أنه مؤمن بوجود الله لا يعني أنه آمن حق اليقين بوحدانية الله أو بألوهية الله تعالى
فلما أمره بالسجود لآدم عليه السلام انكشف داخله الأسود
 والأمر الإلهي كشفه

وهكذا كل من أظهر لنا علمه لا يعني بالضرورة إيمانه والأوامر تكشف لنا حال صدق الإيمان من عدمه
ولا يشترط الغواية من غيره فهناك قسمان :
الأول : منه من تغويه نفسه مثل إبليس ومن على شاكلته من أهل الخبث
إبليس كما قال تعالى :" إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
الثاني : ومنه من يغويه غيره مثل العصاة والغافلين
وأما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : فكل إنسان له قرين يغويه
إلا النبي فقد أمكنه الله تعالى من قرينه وأسلم فلا يأمره إلا بخير
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" 
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ " رواه مسلم

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة
الذي غوي إبليس نفسه الاماره بالسوء و الكبر (لقد خلقتني من نار و خلقته من طين) 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة
profile/يوسف-المومني-1
يوسف المومني
إمام مسجد ومأذون شرعي
.
١٨ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
نعم إن ابليس عرف الله حق المعرفة ،ويؤمن بوجوده حق اليقين لكنه لم يتبعه في أوامره عز وجل، تماما ولله المثل الأعلى كمن يعرف حق والديه عليه ويعرف أنهما لم يقصرا معه ثم حين يطلبا منه أمرا أو يحتاجاه في أمر ما فيدير ظهره لهما ويعقهما، فإبليس عاق لله وعاص لأوامره مع أنه يعلم يقينا بوجوده عز وجل، وهذا هو الكفر بعينه ، وهذا تعريف عملي للإنكار وللكفر بالإصرار على عصيان الخالق.

وحقيقة أنه غوى بفعل ذاته هو، فهو بسبب الكبر والحسد أغوى نفسه، وساقها للردى والمهانة والذل باصراره على الكفر والعصيان لأوامر الله عز وجل،وانه لم يغو محمدا عليه السلام لأن ايمان محمد عليه الصلاة والسلام عظيم، وكيد الشيطان ضعيف قال تعالى:" وكان كيد الشيطان ضعيفا" وهذا الضعف أمام أقوياء الايمان، لكن ضعاف الايمان سوف يتمكن الشيطان منهم بالغواية قطعا فهم مستعدون للضلال والعصيان.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
ابليس لم يغوه أحد ذلك لأن نفسه خبيثة اصلا و فيها كبر فحين غوى سيدنا ادم لم يسمح له غروره حتى أن يطلب المغفرة رغم أن الله غفور رحيم،و هو لم يغوي رسول الله محمد لان الرسول كان له ككل البشر قرين شيطان و قد اعانه الله على السلامه و هذا في حادثة شهيرة و الكل يعلمها 

profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٤ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
إعلم أيها السائل ان لا شيء يحدث خارج المشيئة الإلهية وأن لا أحد بوسعه أن يطيع الله إلّا بتوفيقه ولا أحد يعصيه إلّا بخذلانه ولا يأمن أحد مكر الله إلاّ من أمنّهُ الله ولا يأمن أحد من السقوط في الغواية إلّا بحفظ الله وعنايته لكن على المؤمن أن يجتهد وأن يُحسن الظن بربه وأن يستعيذ بالله من شرّ نفسه ويلجأ على الدوام ويفرّ إلى ربه ولا يركن إلى نفسه طرفة عين فإبليس قد عبد الله آلاف السنين فأورثتهُ عبادته العُجب بنفسه والكبر والغرور وقد عرف الله في الظاهر ولم تبلغ معرفته مرتبة الحقيقة وإلّا ما كان عصى ربه طرفة عين فأهل الظاهر واقفين مع الصور والمظاهر لذلك يمكن أن يغرّهم الباطل وأهل الحقيقة واقفين مع الحق ثابتين على معرفة الحق وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو صفوة الخلق وحبيب الحق وروحانيته المعروفة بالحقيقة المحمدية هي مرآة انعكاس تجليات حضرة الحق جلَّ جلاله وهو أول خلق الله في عالم الروحانية خلقهُ الله تعالى من نور ذاته وتجلّى عليه بأسمائه وصفاته فكيف يمكن أن يعصي الله أو أن يزلَّ عن طريق الله إنه الهادي إلى الصراط المستقيم وهو الدليل إلى حضرة الملك الجليل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في كل وقتٍ وحين.