سأكون صريحاً بالإجابة معك، إن نسبة حدوث ذلك دون المساعدة الطبية قليلةٌ جداً ولكن لا يوجد بالطب مكانٌ لكلمة المستحيل، ولكن الأمر يعتمد على الكثير من الأمور التي قد تعيق حدوث ذلك، وفي الحالات التي تشبه حالتك قد يكون الحمل دون الرجوع للطبيب خطيراً في بعض الأحيان، وذلك لأن فرصة حدوث الحمل خارج الرحم كبيرة جداً أو ما يسمى الحمل المهاجر Ectopic pregnancy الذي قد يزيد الطين بلة ويسبب مشكلات العقم بالمستقبل.
أما بالنسبة للحمل في حالة كانت أحد الأنابيب مفتوحة فهو أمر ممكن ولا تختلف نسبة الحمل للسيدات ذوات الأنبوب الواحد عن الطبيعيات، وقد يتطلب الأمر أحياناً من الطبيب القيام بإعطائك بعض الحقن ليتم تحفيز عملية الإباضة للحصول على بويضات أكثر مما يعزز فرصة الحمل بشكل أكبر، وفي بعض الحالات لا يكون الإغلاق بالمبيض الآخر كلياُ مما قد يساهم في عملية التخصيب ولكن بالمقابل يزيد من فرصة الحمل المهاجر، ولكن المشكلة في كون نسبة الحمل لديك ضعيفة دون المساعدة الطبية هي في التصاقات الحوض.
ولكي تفهمي أكثر عن هذه الالتصاقات، قومي بتخيل مادةٍ شديدة اللزوجة، تمنع الرحم والبيوض وحتى قنوات فالوب من التحرك بحرية، وقومي بتخيل أن هذه لإلتصاقات تقوم بتشكيل ما يشبه الشبكات الخاصة بالعنكبوت وتقوم باصطياد كل بويضة مخصبة أو غير مخصبة، فهل سيكون الحمل سهلاً في هذه الظروف؟، كما يمكن أن تقوم بتحريك الرحم وجذبه بطريقة لا تسمح للبويضة للانغراس فيه، كما أنها قد تقوم باحتلال الأماكن المناسبة لانغراس البويضة المخصبة بالرحم وبالتالي عدم توفر المساحة المناسبة لحدوث ذلك، وفي بعض الحالات الشديدة يكون الإغلاق في داخل الرحم لدرجة التصاق جدرانه ببعضها، فالإلتصاقات أكبر عدو للإنجاب، كما أن التصاقات قد تؤدي لمشكلات أعظم حيث قد تؤدي لمنع وصول البويضة المخصبة للرحم مما قد يؤدي بها للزرع في قناة فالوب الصالحة وحدوث الحمل المهاجر بها وبالتالي تلفها وزيادة صعوبة الحمل بكثير.
ويمكنك قراءة السؤال التالي فيما يخص الالتصاقات وتأثيرها على الحمل من خلال النقر عليه:
هل التصاق المبيض الأيمن بالرحم يمنع الحمل؟وتنتج هذه الالتصاقات جراء الإصابة بالعدوى أو القيام ببعض التدخلات الجراحية مثل عملية التنظيفات، أو ربما يكون الأمر جينياً، ولكن في حالة كان الأمر عدوى بكتيرية، فإن التهابات في الرحم وقنوات فالوب ستجعل الحمل في مثل هذه الظروف أمراً صعباً جداً حيث لن تتواجد بيئة مناسبة لزرع البويضة المخصبة، هذا في حالة نجاح الحيوان المنوي من تفادي كل هذه الالتصاقات والالتهابات وقنوات فالوب المغلقة والوصول للبويضة.
ولا أقصد بكلامي قطع الأمل، فالأمل موجود ولكن فقط بالمساعدة الطبية، حيث قد يقوم الأطباء بعملية لإزالة الالتصاقات، أو ربما القيام بعملية التلقيح من خلال أطفال الأنابيب، حيث يتم تحفيز المبيض لإنتاج عدد من البيوض في آن واحد ويتم أخذ هذه البويضات وتلقيحها مخبرياً بالحيوانات المنوية الخاصة بالزوج، ومن ثم إعادتها للرحم مما يقلل نسبة العوائق التي قد تواجهها عملية التلقيح حتى هذه اللحظة، من وصول الحيوانات النوية للبويضو ونجاح وصول البويضة للرحم وانزراعها، فكل هذا يقوم به الطبيب والتلقيح المخبري عنك، ولكن لأصدقك القول فإن هذه الإجراءات مكلفة وقد لا تنجح في بعض الأحيان.
ولكل المخاطر التي ذكرتها بالأعلى فإني أحثك على الذهاب بالطبيب وعدم المخاطرة بجريب الحمل بطريقةٍ طبيعية، فلا أخفيك القول إن مثل هذه الأمور قد تؤدي للعقم الكلي، وهو ما لا يحبذ حدوثه ولن يحدث بإذن الله.
المصادر المرجعية المستخدمة: