أود أولًّا أن أنوّه أنّ ألقاب الطبيب البيطري أو الممرض/ الممرضين يعبر عن جميع الذكور والإناث العاملين والعاملات في مجال الطب البيطري أو التمريض ولهم كل الاحترام والتقدير.
سؤالي هنا لك: ما الذي دعاك للتفكير بالتخصصين ورغبتك في المفاضلة بينهما؟
هذا يستدعي أن أدخل قليلًا إلى ثنايا دماغك والبحث عن شغفك الضائع. أين هو وما هو شغفك يا عزيزي أو عزيزتي؟ صحيح أنك في كلا التخصصين ستتعامل مع المخلوقات، لكن قد يكون كلا المنظورين مختلفين قليلًا. وبالرغم من ذلك فالتقاطعات كثيرة. وقد أجد قيامك بعملية المقارنة هذه بين التخصصين هو ظلم لكليهما، فالتخصصان من التخصصات المهنية التي يطالب روادها بالحصول على تدريب مكثف ومحاولة كسب راتب أعلى، وبالرغم من اختلاف نقاط تركيز كلا التخصصين إلا أنهما يقومان بالعلاج من الأمراض، وتقييم المرضى وتقديم المساعدة، وإجراء الفحوصات الطبية.
الطبيب البيطري يجري الفحوصات بنفسه، بينما الممرض يساعد الطبيب بإجراء الفحوصات أو يكون فحصهم للمرضى تحت إشراف الأطباء. كما أن الطبيب البيطري مؤهل لإجراء العمليات على الحيوانات، وفي الحدود الدنيا والحالات الطارئة التي يكون بها الأشخاص معرضون للخطر قد يستطيع الطبيب البيطري إجراء العمليات للبشر. كما أن الطبيب البيطري يطلب الفحوصات للحيوانات بناءً على أعراض محددة، بينما الممرض لا يمكنه ذلك. يمكن للممرضات المتخصصات مساعدة الأطباء في غرف العمليات الجراحية لكن لا يستطيعون القيام بها لوحدهم/ هن. يقوم الطبيب البيطري يشخص المرضى ولديه السلطة للتوجيه في رعاية المرضى، بينما الممرض مسؤول عن مراقبة المرضى والإبلاغ عن تطورات الحالة المرضية، ثم اتباع توجيهات الطبيب تجاه المرضى.
يمكن للطبيب البيطري العمل في القطاعات الحكومية من خلال وزارة الزراعة أو وزارة البيئة أو إدارة الغذاء والدواء أو مراكز السيطرة على الأمراض أو وكالة حماية البيئة. العمل في العيادات البيطرية الخاصة، أو المستشفيات البيطرية، أو مندوب مبيعات، أو أن يعمل في مخابر صناعة الأدوية البيطرية، مراكز الأبحاث البيطرية والبشرية، أو العمل كمدرس جامعي. كطبيب بيطري، هناك أيضًا مسألة التعامل مع المواقف المعقدة، لكن المرضى يختلفون بشكل كبير في المواجهات اليومية. الطبيب بيطري يمارس القليل من كل شيء من خلال الوصف الوظيفي، سيكون قادرًا على التشخيص، ويوصي بالعلاج. كطبيب بيطري، يجب أن تكون قادرًا على تنحية مشاعرك الشخصية جانبًا والتعامل مع أي موقف طبي سريريًا وتقديم العلاج الذي يختاره المالك.
يحب الأطباء البيطريون الحيوانات وهم قلقون بشأن مستوى الألم لديهم ولكن ليس لديهم نفس المستوى من المعاناة التي يعاني منها الناس على الرغم من أن البعض قد يحزن على فقدان أبنائهم أو من يعتني بهم هناك متخصصون في العديد من أنواع احتياجات الحيوانات والرعاية الطارئة أيضًا.
تشمل المسؤوليات الوظيفية للطبيب البيطري ما يلي:
- تقييم صحة الحيوانات
- إجراء العمليات
- إعطاء أدوية للحيوانات الأليفة
- الإشراف على الفنيين البيطريين وإسناد المهام
- أخذ الأشعة السينية
- تطعيمات الحيوانات
أما الممرض يعمل تحت إشراف الطبيب لتقديم الرعاية الطبية للمرضى. من خلال الخبرة العملية، قد يتمكن من التقدم إلى الأدوار الإشرافية. قد يعمل الممرض في وزارة الصحة، في المستشفيات العامة أو الخاصة. في عيادات الأطباء، في رعاية المسنين بشكل حر، في مراكز العلاج الفيزيائي، مع المنظمات غير الربحية المختلفة، أو كمدرس جامعي بعد استكمال الدراسات العليا أو كباحث تمريضي. قد يختار الممرض أيضًا التخصص في مجالات العلاج المختلفة والعمل حصريًا مع الأطفال أو المرضى الذين يعانون من نوع معين من الأمراض، مثل السرطان. يتم توظيف معظم الممرضين في المستشفيات، حيث يمكنهم العمل في أي وقت من النهار أو الليل سبعة أيام في الأسبوع وفي أيام العطل الرسمية. قد يعمل أولئك الذين يعملون في العيادات الطبية أو مكاتب الأطباء أثناء النهار والمساء. الممرضين بحاجة إلى التعاطف للتعامل مع المرضى ويجب أن يتمتعوا بالقدرة على التحمل للعمل على أقدامهم لفترات طويلة من الزمن. بعض الممرضين مجهزين بشكل أفضل للتصرف في وقت التوتر أو نقص الإمدادات أو الموظفين المتعلمين. يختار بعض الممرضين العمل في مناطق أقل عرضة للمواقف الشديدة غير المخطط لها.
تشمل المسؤوليات الوظيفية للممرضة ما يلي:
- التحدث مع المرضى
- تحديث سجلات المريض والمخططات الطبية
- إعطاء المرضى الأدوية
- إبلاغ الطاقم الطبي الآخر بالتغيرات في حالة المريض
- تثقيف المرضى
- متابعة معدات التشغيل لإجراء الفحوصات الطبي
- مساعدة الأطباء في غرف العمليات وغرف العناية الحثيثة.
وإذا كنت محبًّا للتخصصين يمكنك جمعهما بما يسمى الممرض البيطري veterinary nurses، وهم أعضاء أساسيون في فريق الرعاية الصحية البيطرية. على غرار الممرضات في الطب البشري، تم تعليم الممرضين البيطرين في أحدث التطورات الطبية وهم ماهرون في العمل جنبًا إلى جنب مع الأطباء البيطريين لتزويد الحيوانات الأليفة بأفضل رعاية طبية ممكنة. إنهم مساعدون متعاطفون ومتحمسون للغاية ويكرسون أنفسهم لرعاية صحة الحيوان. تم تكليفهم بمسؤوليات طبية متنوعة تشمل رعاية تمريض الحيوانات، وتحليل العينات المخبرية، والمساعدة الجراحية، والتخدير، والتصوير الشعاعي (الأشعة السينية)، وإدارة التغذية، والوقاية من الأسنان، والعلاج الطبيعي، وتثقيف العملاء. تمنح هذه الواجبات المتنوعة للمساعد البيطري تأثيرًا عميقًا على كل جانب من جوانب رعاية الحيوان. تتيح مشاركتهم للمستشفيات البيطرية ورعاية الحيوانات ومرافق البحث تقديم خدمات موسعة بكفاءة وفعالية، ونتيجة لذلك، يزداد الطلب على الممرضين البيطرين في الدول الأوروبية والأمريكية بسبب ثقافة رعاية الحيوان. إذا أردت أن تكون ممرضًا بيطريًّا فعليك أن تدرس التخصص في الخارج، حيث لا يوجد تخصص شبيه به في الجامعات العربية.
يمكنك أيضًا التفكير في خطة بديلة، من خلال عمل دبل كورس للتخصصين إن استطعت الحصول على الموافقة من قسمي التخصص. أو دراسة الطب البيطري والانتهاء منه، ثم استكمال الدراسة في كلية التمريض، مع معادلة الساعات الإجبارية والاختيارية للجامعة، وللمساقات المشتركة بين التخصصين.
أعتقد، ومن منطلق تخصصي كمستشارة تعليمية أن ألفت نظرك أن كفتي التخصصين متعادلتان. كلاهما يحتاج الكثير من الوقت والجهد المضني للتخرج منهما بكفاءة. لكل منهما ميزات وعيوب قد تتناسب أو لا تتناسب مع شخصيتك أو ظروفك. قد تكون تكلفة ساعة تخصص الطب البيطري في الجامعات العربية أكثر من تكلفة التمريض. كما أن كلمة "دكتور" مجتمعيًّا مفضلة لدى الكثير. فقد سمعت البعض يوضح هذه النقطة بقوله: " في النهاية فلان اسمه دكتور، مهما كان تخصصه". مع ملاحظة أن تخصص الطبيب البيطري ليس بانتشار تخصص التمريض المطلوب في العديد من المواقع خاصة بوجود الجوائح. كما يمكن ملاحظة أن أسعار التطبيب البيطري ليست بالقليلة والأطباء البيطريون المحترفون يعدّون على الأصابع، لذلك فالفرصة جيدة لمن يستطيع فتح عيادة خاصة به. لذلك، الأمر يعود إليك في تقرير شغفك، وتحديد احتياجاتك وفق وضعك المادي، وأهدافك المستقبلية.
المصادر:
87 مشاهدة
