هل قرأت قصة قصيرة أعجبتك، هل يمكن أن تشاركها معنا؟

 قرأت ذات مرة قصة قصيرة وردت في رواية ساق البامبو للكاتب سعود السنعوسي (وهي رواية رائعة بالمناسبة)، وتتحدث القصة عن أسطورة الأناناس - بينيا، الفتاة الملعونة، وهي حقًا من أكثر القصص القصيرة التي قرأتها وأعجبتني، وكل ما أتناول الأناناس أتذكرها. 

" في قرية ما قبل زمن، كانت هناك امرأة لديها ابنة جميلة، وحيده، ولأنها كذلك، كانت مدللة، لا تحسن التصرف أبداً اتكالية وكسولة ومع ذلك كانت جميع طلباتها مستجابة من قبل أمها التي ما أحبت شيئاً في العالم كحبها لبينيا، وكانت بينيا معروفة في كل القرية، يحسدها الأطفال على ما تتمتع به من مزايا لا تتوفر لهم. 

ذات يوم مرضت والدة بينيا، وكانت تأمل بالشفاء بسرعة كي ترعى بينيا ولكنها في ذلك الوقت كانت هي من يحتاج إلى الرعاية. 
بينيا.. بينيا 
نادت الأم ابنتها بضعف غير قادرة على النهوض من السرير. 
- تعالي يا ابنتي.. أحتاجك في أمر ما. 
- قالت الأم مخاطبة ابنتها المشغولة في اللعب في فناء البيت الخلفي. 
- حسنا ماما.. ماذا هناك؟
- أمام سرير أمها وقفت بينيا تسأل، قالت الأم:
- إني منهكة.. غير قادرة على النهوض.. أشعر بالجوع ولا أستطيع أن آكل شيئا صلبًا 
- واصلت الأم طلبها برجاء: 
- أريدك أن تحضٌري طبق لوغاو.
- استغربت بينيا، أكملت الأم: 
- الأمر بسيط يا بينيا، ضعي قليلاً من الرز في وعاء، وأضيفي له ماء وقليلاً من السكر، ثم 
اتركيه يغلي لفترة من الوقت. 
- ما أصعب هذا العمل يا أمي! 
- قالت بينيا بنفاد صبر، أجابت الأم بوهن: 
- عليك عمل ذلك بينيا... ماذا ستأكل أمك المسكينة إن لم تفعلي؟ 
- جرّت بينيا قدميها على السلم متثاقلة متجهة إلى المطبخ في الأسفل. 
- جهزت بينيا الوعاء والأرز والماء والسكر، ولكنها لم تعثر على المغرفة. كيف لي أن أحرك الخليط من غير المغرفة؟ تساءلت بينيا، ورفعت صوتها تسأل والدتها: 
- ماما! أين يمكنني العثور على المغرفة؟ 
- سألت بينيا، وأجابت الأم بصوت ضعيف: 
- إنها مع أدوات المطبخ.. أنت تعرفين أين أضعها.. بينيا! 
- ولكن بينيا لم تعثر على المغرفة مع أدوات المطبخ، كما أنها لم تكلف نفسها عناء البحث عنها في مكان آخر. 
- لم أتمكن من العثور عليها ماما! لن أصنع لكِ اللوغاو من دونها. 
- صرخت بينيا، أجابتها الأم هامسة بيأس يخالطه غضب: 
- أوه! طفلة كسولة! ثم رفعت صوتها قائلة: 
- أنتِ لم تنظري حتى إلى مكان آخر! 
- أتمت الأم كلامها غاضبة: 
- أتمنى أن تنبت لكِ ألف عين كي تتمكني من مشاهدة الأشياء! 

- ما أن لفظت الأم أمنيتها تلك حتى خيم السكون على البيت، وتوقف ضجيج الأطباق في الأسفل " لعلها شرعت في الطبخ " قالت الأم تطمئن نفسها. 
- مر وقت طويل والصمت في المنزل لا يزال، ولا صوت يصدر عن الأواني في المطبخ، ولا رائحة طهي تنبعث من الأسفل.
باغتها قلق شديد على بينيا، وبكل ما تبقى لديها من قوة صرخت تنادي: بينياااااااا.. بينياااا ولكن بينيا لم ترد.

انتبه الجيران إلى نداءات الأم وبكائها "أوه " أنت خير من يعلم بتصرفات بينيا! لا تقلقي لابد أنها تلهو مع صديقاتها في مكان ما، قال أحد الجيران مطمئنا، ختم:
- لعلها غاضبة من تكليفك إياها عمل اللوغاو.. ستعود إليكِ قريباً واطمأنت الأم لقول الجار، ولكن اطمئنانها هذا لم يدم طويلا. 
نهضت من فراشها تبحث عنها في القرية وتسأل الناس، ولكن لا أثر لبينيا، وتعبت الأم.. بكت.. انتحبت.. ولكن طال غياب بينيا. 

في نهار مشمس، وبينما كانت أم بينيا تقوم بتنظيف ساحة المنزل الخلفية وقع نظرها على ثمرة غريبة الشكل، لم تألفها من قبل، وكانت بحجم رأس طفل صغير، لها أوراق خضراء سميكة نبتت أعلاها. 
اقتربت الأم من الثمرة والدهشة تبدو على ملامحها، ومررت أصابعها على قشرة الثمرة،" تبدو غريبة " لها ألف عين " قالت الأم ثم كررت جملتها الأخيرة وقد تكشف لها شيء ما: لها ألف عين! تذكرت أمنيتها لابنتها!

أيقنت الأم أن ابنتها استحالت إلي هذه الثمرة، وأصبح لها كما تمنت ألف عين، ولكن أيا منها لم تكن قادرة على الإبصار أو حتى ذرف الدموع.
ولما كانت أم بينيا لا تزال تحب ابنتها كما لا تحب شيئاً آخر في هذا العالم، فقد اعتنت الأم بالثمرة، وعاهدت نفسها، وفاء لذكرى بينيا، تجمع بذور الثمرة الغريبة لتعيد زراعتها، تكاثرت الثمرات في الفناء الخلفي لبيت الأم.
أصبحت تعطي الجيران وأهل القرية من تلك الثمار التي أصبحت تعرف باسم Pinya – أو بينيا أو Pineapple أو أناناس".

"كان يا مكان في مملكة عربية ملك قرر أن يبني مسجد بنفسه وأن يبنيه من ماله الخاص ومنع من أن يساعده أي أحد، وبالفعل تم بناء المسجد وقد سمي باسم الملك وشعر الملك بالفخر لم فعله لكن في أحد الليلي وفي منام الملك رأى ملاك يهبط على المسجد ويمسح اسم الملك من المسجد ويكتب اسم امرأة أستيقظ الملك مذعورا وأمر جنوده بتفقد المسجد وعادوا وأخبروه أن اسمه لا يزال موجود، وفي اليوم التالي رأى نفس الرؤية بأن الملاك مسح اسمه وكتب اسم وأمر حراسه بتفقد المسجد وعادوا بنفس النتيجة وفي اليوم الثالث رأى الملك نفس الرؤية وحفظ اسم المرأة وأمر بإحضارها آلية، وقد كانت امرأة عجوز سأله الملك
 -هل ساعتي في بناء المسجد؟
 فقالت :لا يا سيدي كما ترى أن مجرد امرأة عجوز لا يمكنني فعل أشياء وكما أمرت أن لا يساعدك أحد كيف لي أن أعصي أمرك، إلا.........
 الملك: إلا ماذا؟
 المرأة العجوز: وأنا مارة من أمام المسجد رأيت  ناقة حاملة مواد البناء ومربوطة بحبل وتريد أن تشرب فقربت منها الماء فقط
 أندهش الملك وقال : أنا أبني مسجد ليقول الناس أني شريف و أنت تساعدين ناقة لأجل وجه الله صدق من قال " إن الأعمال بنيات "
 وأمر الملك أن يكتب اسم المرأة على المسجد"

دخل في يوم من الأيام طفل إلى محل حلاق , فقال الزبون للحلاق 
-هل ترى ذلك الطفل ؟ إنه اغبى طفل في العالم
فقال الحلاق 
-حقا، كيف تعرف ذلك ؟
- سأثبت لك
نادى الزبون على الطفل و قال له و قد وضع على أحد يديه خمسة وعشرين هللة و اليد الأخر ريال و طلب من الطفل أن يختار , فأخذ الطفل الخمسة و عشرين هللة و انصرف.
فقال الزبون للحلاق 
-ألم اخبرك هذا الطفل غبي في كل مرة ألتقيه أسأله نفس السؤال و لا يتعلم 
و انطلق الزبون فرح و هو يشعر بشماته على الطفل.
و بعد فترة رأى الحلاق الطفل يخرج من محل الحلوى و هو يحمل قطعة حلوى صغيرة اشتراها بخمسة وعشرين هللة , فأصاب الفضول الحلاق وتجه نحو الطفل يسأله
- لماذا يا بني أخذت الخمسة و عشرين هللة في كل مرة مع أن الريال أعلى قيمة منها 
فقال الطفل و في وجهه ابتسامة
- لو كنت أخذت الريال لكانت هذه اللعبة المربحة انتهت منذ زمن

هذه القصة هي قصة "بلاد الأعمين"
"كان يا مكان في قديم الزمان ولا يحلو الكلام إلا بذكر العزيز الرحمن 
في جزيرة صغيرة خلف جبال يعيش فيها بعض السكان لا يعلم بأمرها إنسان
انتشر مرض معدي اسمه العمي، وبعد فترة ليست بطويلة صار كل من على الجزيرة أعمى
وولد أطفالهم عمي وهكذا.... جيل بعد جيل نسي سكانها أمر البصر والرؤية، 
وفي يوم من الأيام ذهب متسلق جبال اسمه (جون) ليتسلق الجبل وأثناء تسلقه الجبل انزلقت قدمه وانحرف عن مساره وسقط على كومة أوراق طرية " والحمد لله " خلف الجبل
ووقعت عينه على مدينة الأعمين ورأى أن مبانيه غير متينة و النوافذة غير مرتبة وأشكال المنازل قبيحة، ونزل يتجول في المدينة يسلم على الناس لكن لم يلتفت إليه أحد، وبعد أن التقى ببعض كبارهم أخبرهم عن اسمه والحادثة التي أوصلته إلى هنا وأنه قادم من بلاد يستطيع الناس فيها الإبصار. ظهرت ملامح الاستغراب على وجوه كبار القرية وبدأوا ينهالون عليه بالأسئلة " ماذا يعني الإبصار..... كيف تبصرون..... ما هي الرؤية؟؟؟ "، وبعدها بدأوا يتهمونه بالجنون والغباء وقرروا أن يقتلعوا عينيه ولكنه علم بخطتهم وهرب من القرية ولأنهم عمي لم يستطيعوا اللحاق به." 
 
هذه كانت قصة بلاد الأعمين وهي تقال على كل قوم صاروا جهل لدرجة أنهم صاروا يرون العلم جهلا.