نعم، البشر وأسلوب حياتهم السائد يعمل على استنزاف موارد الأرض الطبيعية، لأنّ كوكب الأرض يمتلك موارد محدودة ولا متجددة، ومع تزايد الأعداد السكانية الهائل الذي يغزو العالم في الوقت الحاضر؛ فإنّه من المتوقع أن موارد الأرض الطبيعية لن تعود كافية للبشر في العام 2050 ما لم يتم تعديل السلوك البشري وأسلوب حياتهم.
ومع أن النمو السكاني في ازدياد مستمر، واستهلاك موارد الأرض في تسارُع، إلّا أن البشر قادرين على الابتكار واختراع موارد بديلة يُمكن استهلاكها عوضا عن موارد الأرض الطبيعية على المدى القصير، وفي سعي دائم للبحث عن موارد جديدة يستهلكها البشر على المدى الطويل.
نرى الكثير من المفكرين والعلماء يتجهون نحو فكر تقليل النمو السكاني، باعتباره الحل الوحيد الفعّال لوقف استنزاف موارد الأرض حتى تكفينا في السنوات القادمة، أو يتم إيجاد مصادر جديدة للموارد، أو حتى إيجاد كوكب بديل.
هذا بالإضافة لأن الأنشطة البشرية تضر بالبيئة بشكل عام، منذ الثورة الصناعية والأرض تُعاني من التلوث، وتسير في طريق وعرة في محاولة للنجاة، ولكن البشر لم يسعفوا الأرض في ذلك أبداً؛ مع الثورة الصناعية نما الاقتصاد العالمي بشكل كبير، جعل حالة الناس المادية أفضل مما كانت عليه سابقًا؛ مما شجعهم على الزواج والتكاثُر؛ وبالتالي زيادة النمو السكاني، وزيادة استهلاك موارد الأرض.
والطلب المتزايد على موارد الأرض لتلبية احتياجات البشر أدى إلى خلق مستويات عالية من التلوث البيئي لم يسبق وأن تعرضت له الأرض، وهو بدوره أثر على التنوع البيولوجي، والغابات، والمسطحات الأرضية، والمائية، وحتى التربة والهواء.
وهناك دراسات ظهرت في العام 2020 تقول إن على هذه الأرض موارد تكفي ثلاثة أضعاف من عدد سكان الأرض الحاليين، ومن الممكن أن يتوافر مستوى معيشي لائق لهم أيضًا. ولكن لتحقيق ذلك نحن بحاجة لإجراء بعض الإصلاحات البيئية والاقتصادية، التي تجعل نمط حياتنا مشابه لما كانت عليه حياة البشر في الستينات من القرن الماضي، وكما سيعمل ذلك على تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 60%.
يبدو أن البشر لا يُفكرّوا أبداً في ما يتعلق بمصلحة هذه الأرض والبيئة، ولا يملكون أدنى فكرة عن كمية الضرر الذي يسببونه لها، وأتمنى لو نأخذ حذرنا أكثر من ذلك ونهتم في هذه الأرض بشكل أكبر.
937 مشاهدة
