هل عقوبة الزنا معجلة في الدنيا وماذا قال عنها ابن القيم

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
١٩ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات

ليس شرطاً أن تكون معجلة بل قد تكون مؤجلة في الآخرة، وما يروى أن الزنا عقوبته معجلة في الدنيا وأنه دين يفضح به الزاني ويعاقب عليه في أهله لم يثبت في حديث صحيح وليس بشرط وإنما هي قصص تروى.فقد يعاجل الله الزاني بعقوبة في الدنيا مع ما يدخره له من عقوبة في الآخرة وقد تؤجل عقوبته إلى يوم القيامة، وهذا كله ما لم يتب الزاني من زناه، سواء بينه وبين الله أو بإقامة الحد عليه وتطهيره.



أما حديث (من زنى يزني به ولو في عقر داره)، فهو حديث موضوع مكذوب.



وينسب إلى الشافعي بيت شعر في ذلك:


إن الزنا دين فإن أقرضته..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا..... سبل المودة عشت غير مكرم



ولكن هذا ليس بقاعدة مطردة أو لازمة، بل على العكس من ذلك فإن القاعدة الشرعية أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لكن بعض العلماء ذكر أن الزاني المصر على هذه المعصية قد يسري فجوره ومعصيته إلى أهله وزوجته فتبحث عن قضاء شهوتها مع غيره أو تبحث عن معاندته فيدفعها ذلك إلى الزنا.



قال ابن تيمية رحمه الله " فإن الرجل إذا كان زانيا لا يعف امرأته، وإذا لم يعفها تشوقت هي إلى غيره فزنت به كما هو الغالب على نساء الزواني.. ولهذا يقال: عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، فإن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان، ومن عقوبة السيئة بعدها ".



فالزاني قد يعاجله الله العقوبة في الدنيا بالفضيحة أو يعاقبه بفجور أهله أو يبتليه بأي ابتلاء، وأعظم ابتلاء قد يبتلي الله به العبد وهو لا يشعر موت قلبه، بحيث يصبح أسوداً مرباداً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، فهو ميت القلب مبتلى بالحرمان والبعد عن الله وهو لا يشعر.



أما في قبره فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن عقاب الزناة أن يوضعوا في فرن أعلاه ضيق وأسفله واسع وتحته نار تحرقهم.



قال ابن القيم رحمه الله وهو يعدد العقوبات التي تقع على الزاني إذا لم يتب:



" ومنها أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن والله سبحانه وتعالى إذا كان قد عاقب لابس الحرير في الدنيا بحرمانه لبسه يوم القيامة وشارب الخمر في الدنيا بحرمانه إياها يوم القيامة، فكذلك من تمتع بالصور المحرمة في الدنيا. بل كل ما ناله العبد في الدنيا من حرام فاته نظيره يوم القيامة

"

 



والله أعلم