نعم، حيث كان المصريون في الماضي القديم يحضرون الخبز من نوع خاص من القمح يُعرف بالقمح ثنائي الحبة، وهو نوع يصعب تحويله إلى طحين مقارنةً بغيره من أنواع الحنطة، إذ كان فصل القش عن الحب بالطرق التقليدية متعذراً، مما أوجب تطوير طرق خاصة لتحضير دقيق القمح (الطحين). وقد تنوعت تقنيات الخَبْز مع مرور الزمن، فقد استخدمت أوانٍ فخارية ثقيلة في المملكة المصرية القديمة كانت تُملأ بالعجين وتوضع على موقد من الجمر. أما في المملكة المصرية الوسطى فقد استُعملت أوانٍ مخروطية طويلة على مواقد مهيئة بأنواع خاصة من الحجارة. ومن ثم ظهر نوع جديد من الأفران في المملكة المصرية الحديثة، وهي أفران طينية كبيرة الحجم وأسطوانية الشكل ومفتوحة من الأعلى، بالإضافة إلى كونها ثخينة الجدران. وكان العجين يُوضع على الجدار الداخلي الساخن ومن ثم تُخرج الأرغفة عقب نضجها، وهذه التقنية مشابهة لأفران التنور المعروفة اليوم في بلاد الشام والعراق. تُظهر بعض اللوحات القديمة التي تعود إلى حقبة المملكة الحديثة خبزاً متنوع الأشكال والأحجام بالإضافة إلى اختلاف في قوام العجين المستخدم. كما استُعملت منكهات للخبز بما فيها الكزبرة والتمر، لكن ربما كان استعمالها مقتصراً على الطبقة الميسورة في المجتمع. هذا وقد استُخدم الشعير أيضاً لتحضير أنواع أخرى من الخبز، كما عرف المصريون تقنيات متنوعة لخبز الحلويات.