نعم صحيح، والدليل عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب لهم ". رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه والبزار وقال: " حيث يراه الخادم". وإسناد الطبراني فيهما حسن. وحسنه الألباني.
- فمن المستحسن تعليق السوط في البيت ليكون وسيلة من وسائل التأديب وخوف الأولاد حتى يتجنبوا فعل المعاصي والمخالفات، وليس الهدف منه الضرب بحد ذاته. لأن الضرب ليس هو الأصل أبداً، ولا يلجأ إليه المربي إلا عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة.
- كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [سورة النساء: 34] فجاء ترتيب وسائل العلاج بالوعظ ثم بالهجر ثم بالضرب على أساس من فسرها بالضرب، ولكن تفسير الضرب يعني البعد عن الزوجة وليس الضرب المعروف لدينا.
- وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر» (سنن أبي داود).
- ولكن إذا حصل الضرب دون الحاجة إليه فإنه اعتداء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لأنه لا يضع العصا عن عاتقه أي ضراب النساء.
- أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً تقليداً لبعض نظريات الكفار في التربية، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية.
- وتبدأ تربية الطفل عملياً منذ اختيار أما صالحة له، ثم تسميته اسماً حسناً، ثم تعليمه الكتاب والسنة، وهذه من أهم حقوق الطفل.
- فقد ورد في الأثر أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين يشتكي عقوق ولده له، فأرسل عمر رضي الله عنه إلى الولد أن يحضر، فلما حضر، قال له عمر: ماذا تقول في شكوى أبيك؟ فقال يا أمير المؤمنين: ما حق الولد على أبيه؟
- فقال أمير المؤمنين: حق الولد على أبيه أن يختار له أما صالحة، وأن يسميه اسماً حسناً، وأن يعلمه الكتاب والسنة.
فقال الولد: يا أمير المؤمنين: إن أبي هذا لم يعمل لي ولا إحدى تلك الأمور. فقد اختار لي أماً زنجية، وسماني جعلاً، ولم يعلمني شيئاً من الكتاب والسنة! فقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه للأب المشتكي: عققت ولدك قبل أن يعقك!!
- ومن أهم الأمور في تربية الأبناء هي التربية بالحب وبالقدوة، فإذا شعر الطفل أنه يعيش في جو أسري يسوده الحب والاحترام بين جميع أفراده، فإنه ينشأ محباً لأخوته وأبيه مطيعاً لهما. كذلك إذا رأى الأسرة يسودها الخير والفضيلة والالتزام بطاعة الله تعالى فينشأ الطفل مطيعاً مطبقاً لأوامر الله تعالى متخذاً والديه وأخوته الكبار قدوة له في ذلك.
- ففي الحديث الصحيح عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن" رواه الترمذي.
- كما ورد في الأثر: "غذي ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه" فأي أب استخدم هذه الوسائل في التربية فغالباً ستكون النتيجة أن تربيته تربية صالحة.
- فأول سبع سنوات يتم التركيز فيها على التغذية الجسدية ليقوى عوده مع التركيز كذلك على بعض الأخلاق والسلوكات خاصة في سن الخامسة من عمره.
- ثم بعد السبع سنوات الأولى يبدأ بتأديب طفله وتعليمه أمور دينه وأهمها الصلاة وهو في سن سبع سنوات.
- ثم بعد السابعة الثانية يصبح عمره الرابعة عشر، وهنا يبدأ في سن المراهقة فجاء التوجيه بمصاحبته أو اختيار صاحب له، أو مراقبته مع من يمشي ومن يصاحب حتى سن الواحدة والعشرين، فيكون قد تربى تربية سليمة بعيدة عن الضرب والسوط!!
- كذلك من أهم طرق التربية هي التربية القائمة على الثقة وخاصة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي في بيوتنا وبين يدي أطفالنا، فدور الأب والأم بيان منافع ومخاطر هذه الوسائل للأولاد، وأن الله تعالى مطلع عليهم فيما ينشرون أو يشاهدون أو يكتبون!!