لا، لا يوجد أي أحد لم يمر بمرحلة المراهقة فهذه المرحلة العمرية لازمة وهي مرحلة انتقالية ما بين الطفولة واكتمال الأنوثة أو الرجولة من الناحية الجسدية، لكن من الناحية النفسية قد يختلف الأمر بحيث يمر الذكر أو الأنثى بهذه المرحلة دون أي أعراض واضحة في التغيرات مما يجعل الآخرين يقولون أنه لم يمر بمرحلة مراهقة أو كما يقال بين الأسر (طلفي لم يراهق) هنا الأمر متعلق بالطفل وما لديه من سمات وما في الأسرة والمدرسة والشارع من عوامل تتحكم في هذه التغيرات، حيث إن التعامل مع الطفل في فترة المراهقة ضمن معايير تحقق النمو السليم، تجعل من أثر التغيرات ليس بكبير وخاصة النفسية منها وبالتالي نقول أن أثر المراهقة من الناحية السلبية كان بسط جدًا فالطفل لم يراهق، أما في حال وجود الطفل في بيئة سلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى على المستوى النفسي والعاطفي والفكري والجسدي، سنجد أثر كبير لمرحلة المراهقة وبطريقة سلبيه ظاهره وملاحظة من الجميع فنقول الطفل (x) راهق وبشكل سيئ.
ومن ناحية أخرى هنالك ما يطلق عليه في علم النفس بالمراهقة المتأخرة (تأخر البلوغ، الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة اكتمال الرجولة أو الأنوثة)، وفي هذه المرحلة لا يكون الطفل متساوي نفسيًا وجسديًا مع أقرانه من ناحية التغيرات بالنسبة للعمر الذي هو فيه وغالبًا ما تعود الأسباب في هذا الأمر إلى:
أولا: العامل الوراثي تاريخ العائلة: وهنا يكون نمط النمو في عائلة الطفل يحدث في سن متأخر لوجود جينات متناقلة من وإلى الأجيال، وهذا التأخر يطلق عليه (التأخر الدستوري) تابع نظام الأسرة الجينية، فهنا نجد أن ميول المراهق مثلا في مرحلة 14 عاماً ونتيجة تأخر البلوغ والوصول لمرحلة المراهقة مختلف عن أقرانه ولا يعيش التغيرات بنفس الطريقة التي يعيشونها أصدقائه وعند البلوغ المتأخر يكون قد طور مفاهيم يمكن من خلالها التعامل مع التغيرات نتيجة وجود نضوج فكري معين مقارنة بسن 14 مثلا. وهذا النوع من التأخر في البلوغ والمرور في فترة المراهقة بالعادة لا يحتاج لأي نوع من أنواع العلاج، حيث يتطور الطفل بشكل طبيعي لكن بوقت متأخر عن الأقران.
ثانيًا: المشاكل الطبية:
من لديه بعض المشاكل الصحية وخاصة المزمنة منها قد يتعرض لمشكلة تأخر البلوغ وبتالي تأخر مرحلة المراهقة، ومن أهم الأمراض التي قد تكون سبب في التأخر: مرض السكري، والتليف الكيسي. أمراض الكلى وفي بعض الأحيان أمراض الربو، حيث إن هذه الأمراض في بعض الحالة قد تكون عامل من العوامل المؤدي إلى تأخر النمو الطبيعي للجسد، وهنا لا بد من تقديم العلاجات الطبية التي من خلالها يمكن حل المشكلة أو التقليل من احتمالية التأخر في البلوغ.
وهنالك بعض الدراسات التي تشير إلى أن النمط الغذائي له تأثير على المرور في فترة المراهقة في الوقت الطبيعي أو حدوث تأخر عليها، حيث أن نقص الأغذية والفيتامينات والمغذيات في الطعام المتناول يؤثر على نمو الجسم بطريقة صحيحة وفي الوقت المناسب، مما قد ينتج عنه تأخر النمو والقول بأن الطفل لم يراهق أو لم يمر أبدا بمرحلة المراهقة. ومن أهم الأعراض المرتبطة بالنظام الغذائي والتي تؤثر على تأخر البلوغ وعدم المرور في الوقت الصحيح بمرحلة المراهقة فقدان الشهية العصبي الذي يفقد فيه الطفل الكثير من الوزن بشكل يمنع النمو بالوقت الصحيح، كما أن الرياضة التي تبقي الجسد في وزن أقل من المسموح أو الطبيعي بالنسبة للمرحلة العمرية وخاصة لدى الفتيان قد يكون سبب في تأخر البلوغ والمرور بفترة المراهقة ضمن العمر المتعارف عليه في مراحل النمو.
وهنالك بعض المشكلات التي تتعلق بالغدة الدرقية أو النخامية والتي قد تكون سبب في تأخر البلوغ حيث أن هذه الغدد مسؤولة عن الهرمونات المسببة للنمو وتطور الجسم بالشكل الصحيح. بالإضافة إلى وجود مشكلات في الكرموسومات التي تتكون من الحمض النووي الذي يحتوي على خطط بناء الجسم.