اعلم أنّ الله سبحانه عادلٌ تمام العدل، لا يُظلم عنده أحد، وعند الله تعالى تجتمع الخصوم، ومن سنن الله تعالى نصره للمظلوم حتى ولو كان كافراً!
فالمرأة التي تعرّضت للظلم على مرّ العصور، والتي كانت تُدفن وهي على قيد الحياة في الجاهلية، والتي حُرِمت من الميراث والتعليم، أو ظُلِمت من الناس، سيُنصفها الله سبحانه، ويردّ لها حقّها.
والظلم ظلمات يوم القيامة، ولقبح الظلم فقد حرّمه الله تعالى في الحديث القدسي وجعله بين الناس محرماً، قال الله عز وجل في الحديث القدسيّ: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا)، "أخرجه مسلم"، وفي السنة النبوية كذلك هناك عدّة أحاديث بيّنت قبح الظّلم وعِظم دعوة المظلوم عن الله تعالى: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: (اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ). أخرجه البخاري
وقد أنصف الإسلام المرأة في الدنيا قبل الآخرة، وأكرمها أماً وزوجةً وبنتاً وأختاً؛ حيث أكرمها أمّاً عندما جعلها سبباً في دخول ابنها الجنة، وهي أحقّ الناس بالصحبة، كما أكرمها زوجةً وأعطاها حق الأمومة والتربية، وجعل إكرامها من قبل زوجها من الخيرية التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (خيركم خيركم لأهله)، بل وصف النّساء بالقوارير فقال في الحديث الشريف: (رفقاً بالقوارير)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. "أخرجه البخاري"
وقد أكرم الإسلام المرأة بنتاً وأختاً، وجعل البنت والأخت مع الأم طريق الرجل إلى الجنة، ففي الحديث الصحيح: (مَن كانَ لَهُ ثلاثُ بَناتٍ فصبرَ عليهنَّ، وأطعمَهُنَّ، وسقاهنَّ، وَكَساهنَّ مِن جِدَتِهِ كنَّ لَهُ حجابًا منَ النَّارِ يومَ القيامَةِ). صحّحه الألباني
وحرّم الإسلام إيذاء المرأة وظلمها بأي شكلٍ من الأشكال، وكرّمها تكريماً يفوق ما تطالب به بعض الهيئات اليوم من حقوق المرأة.