ملخص الإجابة :
أن المؤمن التقي المخلص الذي يعمل بطاعة الله تعالى، لا يفزع، ولا يخاف عند سؤال الملكين.
- فالقبر أول منزلة من منازل الآخرة. فعندما يدفن الميت بقبره ، بين لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه : (يأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به، وصدقت، فينادي مناد في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة. قال: فيأتيه من روحها، وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره. قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح. فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي، ومالي)
- وأما عن فزع المؤمن من الملكين منكر ونكير عندما يضع في قبره: فلم يثبت أي نص بذلك، ولكن جاء في ذلك بأن الله تعالى يثبته عند السؤال؛ فقد قال الله تعالى:( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ) إبراهيم:27
*فالمؤمن لا يفزع من رؤية الملكين بل يكون القبر له روضة من رياض الجنة ويبشر بذلك.
- وللقبر ضمة لا ينجو منها أحد مهما كان صالحا أو طالحا أو صغيرا أو كبيرا
ومما يدل على ثبوت ذلك ما ورد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:(إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناجياً منها، نجا منها سعد بن معاذ)رواه أحمد وصححه الألباني. وهذه هذه الضمة تختلف من شخص لشخص فتكون على المؤمنين بحسب أعمالهم؛ فمنهم من تكون عليه كضمة الوالدة لولدها، وتشتد على العاصي بحسب عصيانه وفجوره.
- أما الكافر، والفاجر، والفاسق والمنافق، تشتد عليه حتى تختلف أضلاعه .
- وأما عن وحشة القبر فالمؤمن يؤنس في قبره ويزيلها له عمله الصالح لما ثبت عن النبي أنه قال:(ان العبد المؤمن إذا وضع في قبره، وفرغت الملائكة من سؤاله: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتُ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ..).. رواه أحمد