ما يعيشه العالم اليوم من تطورات مذهلة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تجعلنا نقف أمام هذا السؤال كثيراً هل سيحل الروبوت مكان الإنسان !
إن ازدياد الأفكار المتعلقة بالروبوتات والعمل على تنفيذها والسعي نحو تطوير التقنيات المستخدمة في بناء أنظمة الروبوت والتوجه لأن يقوم بكل ما يمكن الإنسان فعله قد تكون فكرة مرعبة للبعض ،
حيث سيتم الاستغناء عن خدمات الإنسان بشكل كبير جداً في مختلف المجالات البسيطة واليومية وحتى الإدارية والمعقدة وتلك التي تحتاج لقدرات عقلية أيضاً .
ومن هنا تظهر المخاوف لدينا ، عندما نرى أن الكثير من فرص العمل المتوفرة لنا كعناصر بشرية ستقوم الروبوتات بإنجازها وهذا يعني تقلص أدوارنا والقضاء على قدراتنا الجسدية والعقلية ، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير حياة الكثير منا .
لكن من المنظور الأخر للفكرة ، فإن عمل الروبوتات يتوقف على وجود عدد من الخبراء والمتخصصين والعلماء في مجال البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ، لتصنيعها وبرمجتها ومتابعة عملها ، وبالتالي خلق فرص جديدة لأشخاص آخرون .
ومع الاستمرار في عمليات تطوير الروبوتات ، نقع في حيرة من الذي يسيطر على الآخر ؟ هل الإنسان هو الذي ما زال يسيطر على الروبوت ؟ أم ستصل الروبوتات إلى مرحلة تجتاز فيها سيطرة وعقل الإنسان ؟
إن العنصر الأساسي في تطوير الروبوتات هو الإنسان! فهو من يقوم بدراسة وبرمجة وتجهيز أنظمة وأدمغة الروبوتات وإلى أي مدى سيقوم الإنسان بتطوير الروبوت ،
أي هل سيقوم الإنسان بإكساب الروبوتات العناصر والصفات الإنسانية كالعناصر الحسية والعقلية ليتعدى كونه آله ،
هنا يكمن الخوف الحقيقي من أن تتعدى الروبوتات سيطرة الإنسان وأن تقوم بالتعلم والتجربة لوحدها وتتأقلم مع الظروف المحيطة وتبقى قادرة على مواجهة الظروف الطارئة .
ورأيي الشخصي في هذا الموضوع ! أنه مهما وصلت التطورات إلى أبعد مدى ومهما استطاعت الروبوتات العمل في كل شيء ، إلا أنه لا يمكننا تجاهل وجود البشرية في الحياة ، فنحن من نفكر ونحن من نصنع الروبوتات ،
والأمر الأكيد أنه لا يمكننا أن نكسب هذه الروبوتات العقل البشري الذي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى وميزنا به عن كل شيء على وجه الأرض .
المصدر
هنا.