خروج الشمس من مغربها علامة من علامات الساعة الكبرى بالإجماع .
لأن علامات الساعة الكبرى هي أحداث عظيمة تدل تغير عظيم في نظام الكون أو قوانينه أو تكون خارقة بطريقة لا يبقى لأحد معها عذر ، وبعضها يكون دلالة على انقطاع باب التوبة بعدها ، ومنها العلامة المذكورة وهي طلوع الشمس من مغربها .
فقد ثبت في الأحاديث أنه بطلوع الشمس من مغربها ينقطع باب التوبة ولا ينفع نفساً لم تكن آمنت من قبلها إيمانها ، وقد ذكر بعض العلماء أن الشمس ترجع بعد ذلك إلى الطلوع من مشرقها ، وإنما طلوعها في ذلك اليوم دلالة على سد باب التوبة وإغلاقه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانا خيراً" ( متفق عليه).
وفي الحديث الآخر " إن أول الآيات خروجاً: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى. وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها." (رواه مسلم ) .
ومعنى أنها أول العلامات : أنها أول العلامات الكبرى المؤدنة بتغير العالم العلوي وما بعدها تنقطع التوبة ، وإلا فإن قبل هذه العلامة علامات أخرى هي من علامات الساعة الكبرى وهي خروج الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج والتكليف مستمر خلال هذه العلامات ، وبعدها يبدأ تغير العالم العلوي فتظهر أول العلامات العلوية لتكون منذرة بقرب الساعة أكثر وأكثر ، وأولها هو طلوع الشمس من مغربها ، ومنها الدخان الذي يغشى الناس .
وطلوع الشمس من مغربها معناه طلوعها من مغربها على وجه الحقيقة وليس المجاز .
والله أعلم