هل ثبت اجتماع الرسول صل الله عليه وسلم مع الجن

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٢٨ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم ثبت اجتماع الرسول عليه الصلاة والسلام مع الجن كما روى ذلك ابن مسعود رضي الله عنه ، وكذلك الزبير بن العوام رضي الله عنه كما سنذكر حديثهما بعد قليل ، وقد ذكر بعض العلماء أن الجن تعددوت وفوداتهم على رسول الله ولقاءهم به وبعضهم قال أنهم وفدوا عليه ست مرات .

وإما إنكار ابن عباس رضي الله عنه لاجتماع رسول الله بالجن فالراجح أنه يحمل  على آيات  سورة الجن وفيها " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن .." ، وآيات سورة الأحقاف وفيها " وإذا صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القران .."  ، ففي هاتين الحادثتين لم يجتمع الجن بالنبي عليه الصلاة والسلام ولم يحصل بينهم كلام وحوار ،وإنما حضر الجن رسول الله وهو يتلو القران فاستمعوا تلاوته دون أن يشعر بهم ثم انصرفوا منذرين إلى قومهم .

روي عن عد الله بن مسعود رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أتلو القرآن على الجن، فمن يذهب معي؟ فسكتوا، ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة، ثم قال عبد الله بن مسعود: أنا أذهب معك يا رسول الله، فانطلق حتى جاء الحجون، عند شعب أبي دب، فخط علي خطاً فقال: لا تجاوزه، ثم مضى إلى الحجون، فانحدر عليه أمثال الحجل، يحدرون الحجارة بأقدامهم يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة دفوفها، حتى غشوه فلا أراه، فقمت: فأوحى إليّ بيده أن أجلس، فتلا القرآن، فلم يزل صوته يرتفع، ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم، فلما انفتل إليّ قال: أردت أن تأتيني؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ما كان ذلك لك، هؤلاء الجن أتوا يستمعون القرآن، ثم ولوا إلى قومهم منذرين، فسألوني الزاد، فزودتهم العظم والبعر، فلا يستطيبن أحدكم بعظم ولا بعر " ( تفسير القرطبي).


فهذا الاجتماع حصل في مكة قبل الهجرة ،وقد روي أن النبي اجتمع بهم بعد الهجرة أيضاً كما روي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح في مسجد المدينة فلما انصرف قال أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة؟ فأسكت القوم فلم يتكلم منهم أحد, قال ذلك ثلاثاً فمر بي يمشي فأخذ بيدي فجعلت أمشي معه حتى خنست عنا جبال المدينة كلها وأفضينا إلى أرض براز, فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستثفري ثيابهم من بين أرجلهم, فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى ما تمسكني رجلاي من الفرق, فلما دنونا منهم خط لي رسول الله بإبهام رجله في الأرض خطاً فقال لي اقعد في وسطه فلما جلست ذهب عني كل شيء كنت أجده من ريبة, ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآناً رفيعاً حتى طلع الفجر ثم أقبل حين مر بي فقال لي: الحق، فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد فقال لي: التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد فقلت: يا رسول الله أرى سواداً كثيراً, فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض, فنظم عظماً بروثة ثم رمى به إليهم, ثم قال: رشد أولئك من وفد قوم هم وفد نصيبين, سألوني الزاد فجعلت لهم كل عظم وروثة, قال الزبير: فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبداً " (رواه الطبراني ،وحسن الهيثمي إسناده ) 

والله أعلم