هل تنصحني بالتسجيل في كليات التميز وهل يوجد لها مستقبل

اقرأ إجابتي للنهاية بعدها قرّر ما إذا كنت تودّ الدراسة بها أم لا. إنّ كلّيّات التميّز "Colleges of Excellence" موجودة من أجل زيادة قدرة وجودة التعليم والتدريب المهنيّ والتقنيّ في المملكة العربيّة السعوديّة لتلبية متطلّبات السوق المحلّيّة، إنّها كلّيّات حكوميّة تمثّل الجهة الرائدة بالتدريب التطبيقيّ في السعوديّة بالتعاون مع أفضل منظّمات التدريب التطبيقيّ دوليّاً وبالاعتماد على كوادرها العالميّة.

تمنح كلّيّات التميّز شهادة الدبلوم في عدّة مجالات تطبيقيّة لخرّيجي الثانويّة العامّة في السعوديّة، وتقوم كلّيّات التميّز بتأسيس الملتحقين عبر السنة التحضيريّة وتزويدهم بالمهارات الأساسيّة كاللغة الإنجليزيّة ومهارات الاتّصال.

تهتمّ كلّيّات التميّز بالتدريب الّذي يركّز على احتياجات سوق العمل، كما تمكّن المتدرّب من الحصول على مؤهّلات ذات مستوى عالميّ.

تهدف كلّيّات التميّز إلى "مساعدة المملكة على بناء كوادر أقوى وأكثر مهارة والّتي ستمكّن السعوديّين من تلبية احتياجات أسواق العمل المحلّيّة".

تقدّم برامج تدريب مهنيّ نوعيّة بداخل المملكة العربيّة السعوديّة تمكّن المتدرّب من الحصول على مؤهّل على مستوى عالميّ بحيث تسمح له بتحويل رغباته إلى فرصة عمل.

عدد طلّاب هذه الكلّيّات أكثر من 28 ألف طالب وطالبة، وخرّيجوها وصلوا إلى عدد 4800، حصل ما نسبته 67% منهم على وظيفة بعد التخرّج، كما وصلت نسبة خريجي بعض الكلّيّات مثل الكلّيّة العالميّة للسياحة والفندقة بالرياض والكلّيّة التقنيّة العالميّة إلى أكثر من 90%.

من إيجابيّات كلّيّات التميّز تمنح شهادة معتمدة خارجيّاً من جامعة كامبردج البريطانيّة ومعترف بيها داخليّاً، وتأمين وظيفة خلال ستّة أشهر من التخرّج براتب قدره 10 آلاف ريال سعوديّ، كما يمكنك التجسير بناء على الدبلوم والحصول على البكالورويس، والحصول على مكافأة من الموارد البشريّة، وتوفر كادر تعليميّ أجنبيّ، أما بعد التخرّج من كلّيّات التميّز تحصل على شهادة مصدرها بريطانيّة وجهاز حاسوب ومكافأة ماليّة.

هنالك فرصة جيّدة للتوظيف بالتعاون مع شركات عدّة مثل أرامكو "Saudi Aramco"، سابك "SABIC"، الصافي "Al Safi Danone Co. Ltd."، وبن لادن "saudi binladin groub"، سكّة الحديد وشركة الكهرباء وغيرها.

تقع كلّيّات التميّز في الخبر، تدرّب فيها عدد من الطلبة يقدّر بعشرين ألفاً، كما يبلغ عدد طلّابها الإجماليّ 100 ألف طالب، من التخصّصات المطروحة إدارة الأعمال والمحاسبة ضمن القنية الإداريّة، وتطوير البرمجيّات وتصميم صفحات الشبكة العنكبوتيّة وتطوير مواقعها والدعم الفنّيّ للأنظمة والتصميم الطباعيّ والدعم الفنّيّ للشبكات والحاسب الآليّ ضمن تقنيّة الحاسب الآليّ، وإدارة وتنظيم الفعاليّات ضمن السياحة والفندقة. 

لأكون صادقة معك أنا لم أخض تجربة الدراسة في هذه الكليات, بل لا أعلم عنها شيئاً حتى لأنني لا أقيم في السعودية, ولكن بعد قراءتي واطّلاعي على عدة مقالات حول هذه الكليات ألخّص لك ما قرأته حولها بنقاط قليلة: 

أولاً: أنصحك عندما تقرر الدراسة أن تختار جامعة أو كلية ذات سمعة طيبة من الناحية الأكاديمية ومن ناحية تعاملها مع الطلاب, وهذا الذي لم ألمسه في هذه الكليات من خلال قراءتي, فقرأت في أحد المقالات الذي نشر في 2015 أن مجموعة كبيرة في إحدى فروع هذه الكليات قد فصلن فصلاً تعسفياً بغير حق قبل إكمالهن السنة الأولى, على الرغم أنهنّ لا ينطبق عليهن قرار الفصل بسبب التفوق الدراسي الذي كنّ فيه, إضافة لمعاملة بعض الأستاذات بصورة ظالمة عن طرق تسجيل عدد من الطالبات على أنهن غائبات وهنّ حاضرات, وكان ذلك بشكل متعمد ومتكرر, مما يشير إلى سوء التعامل الواضح في هذه الفروع. 

ثانياً: في السنة المنصرمة والتي تميزت بظهور جائحة كورونا اشتكى مجموعة كبيرة من الطلاب من عدم إكمال أحد الفصول الدراسية من قبل الجامعة والذي كان من المفترض أن يُكمل عن بعد, إضافة إلى شكوى مجموعة أخرى من تعليق تخريجهم دون أدنى سبب أو مبرر وبقاءهم معلقين دون شهادة, مما أضاع عليهم زمناً من عمرهم  في انتظار المجهول وتضييع فرص العمل عليهم. 

وكانت أعداد الشكوى كبيرة على مر السنين -حسبما قرأت-على هذه الكليات مما يشير الى أزمة أخلاقية وأكاديمية لديها, ولا أخفيك رأيي الشخصي, ففي حال أردت الدراسة فإنني أهتم جداً لسمعة المكان الذي سأدرس فيه وآخذ بعين الاعتبار ما قرأت من شكاوٍ لئلا أقع في نفس المأزق, ولكن يمكنك أن تسأل من حولك ممن درس فيها لعل لها جانباً إيجابياً.