هل تعرف إن كان النمو العقلي يتوقف فعلًا؟

2 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٠٧ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     نعم بالطبع. لقد ذكر الكثير من العلماء في هذا المجال أن ممارسة الشخص لعادات معينة من شأنها أن تؤثر على العقل بشكل سلبي، ليس هذا فقط، بل ستصل به إلى مرحلة أن يتوقف عن النمو الذي كان طبيعيًا في السابق. إننا بطبعنا لا بشر لا نستفيد من كل القدرات العقلية التي نملكها، حتى أننا نهمل البعض منها نهائيًا، وذلك أحد الأسباب المؤثر على النمو العقلي. بينما استخدام تلك القدرات، وتنشيطها بشكل مستمر، يجعل العقل ينمو بشكل مستمر أيضًا وبشكل تلقائي.


     بعد القيام العديد من الأبحاث والدراسات حول الصحية العقلية على مر السنوات السابقة، خرجت بمجموعة من النتائج التي بدت غاية في الأهمية. وكان التركيز في تلك الدراسات على فئة الشباب، حيث أنهم الفئة المتأثرة الأكبر بتأثير النمو العقلي على الصحة النفسية، وتأثيرها المباشر على حياتهم، وبالتالي سعادتهم ومستقبلهم. وبالفعل استطاع العلم تحديد بعض العادات التي على الفرد أن يلتزم بها حتى يستطيع أن يضمن صحة عقلية ونفسية سليمة. لذا إليك النصائح التالية:


     ابتعد عن التململ، وبالذات تكرار عبارة "إن كل الأشياء مملة". إن أمرًا كهذا بإمكانه أن يقتل حب الفضول داخلك، حتى أنك ستبدأ تشعر أن كل الأشياء مملة بالفعل، وأنك لا تستطيع أن ترى شيئًا يحمسك للبعث والاطّلاع، وبالتالي سيتراجع نموك العقلي مع فقدان هذا الشغف. إن تعلم الأشياء الجديدة لا يكفي أن يكون نشاطًا عاديًا بل عليه أن يكون هدفًا لدى الجميع ولدى فئة الشباب بالذات.


     من أكثر الأمور التي نخطئ بفعلها هي بحثنا على المعلومة ومصدرها. لذا انتبه لأن تكون متنوعًا في مصادرك وليس فقط في معلوماتك. حيث أن التزامك بالشرب من نبع واحد بإمكانه أن يحرمك من تذوق روعة مياه ينابيع أخرى. وبهذا تجعل عقلك  كأنما يتوقف عن التفكير إلا من نظرة واحدة، أو من أساس واحد لا يتغير.


     إن البحث عن مصادر، والرغبة في التعلم تعني السعي لطرح المزيد من الأسئلة. إن رغبة العقل في معرفة المزيد تجعله ينتج المزيد من الأسئلة حول كل معلومة يحصل عليها بشكل نشيط ومستمر، وبهذا كيف للعقل أن يتوقف عن النمو! بل إنه سيستمر بالتطور والنمو السليم بقدر جوعه للتعلم والعلم.


     أما تاليًا، فعليك أن تحرص على الإبداع. إن التفكير الإبداعي من أكثر الأمور قدرة على التأثير على صحة العقل، فهو ما يجعل العقل يستمر بالعمل والنمو بحثًا عن طرق وأساليب جديدة في كل شيء. ربما يبتعد البعض عن التجارب الجديدة خوفًا من الفشل، لكن ماذا إن كان ذلك الأمر الذي تبدع فيه بابًا لأمرٍ أعظم؟ ماذا وإن كان تلك الفكرة التي أتت من خارج الصندوق هي قفزتك الكبيرة نحو النجاح؟


     لعل المشاكل اليومية التي أتحدث عنها هي أكبر بكثير من الأمور التي تتصور. حيث أنني أقصد أصغر المشكلات التي قد تواجهك بشكل اعتيادي خلال اليوم، والتي غالبًا ما تتجاهلها وتمضي دون حلها. كذلك الأمر بالنسبة للأغلبية العظمى من الشباب، والذين لا يملكون أدنى فكرة عن حلها. إن أمرًا كهذا هو سبب رئيس في إيقاف النمو العقلي.


     وبالطبع هناك تقدير الذات واحترامها. فكيف للصحة العقلية أن تكون سليمة بينما الفرد لا يقدر ذاته. إن ذلك يظهر على الشخص مما يؤدي إلى جعل الآخرين يقللون من احترامهم له أيضًا، وذلك يؤثر على نفسيتهم، وعلى معاملتهم لذواتهم.


     وأخيرًا هنالك أمر الطموح، وهو من أكثر الأمور التي يفتقر إليه الشاب في أيامنا هذه. فكثير منهم لا يحملون طموحًا أو أهدافًا لمستقبلهم، مما يؤدي إلى جمود في عقلهم وتفكيرهم. وعدم العمل على التطور والتقدم، يحرم العقل من الخبرات اللازمة للمحافظة على نشاطه الدائم بلا شك. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
لا يتوقف